فوق الشوك

بايدن يعود مضطراً إلى الشرق الأوسط

شريف رياض
شريف رياض

بعد ١٨ شهراً من وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة لم يبد فيها بايدن أى اهتمام بمنطقة الشرق الأوسط ولا القضية الفلسطينية إذا بموقفه يتغير ١٨٠ درجة ويصبح الشرق الأوسط «حلو» وجديراً بالزيارة ويصبح حل الدولتين هو الحل الأمثل الذى يراه الرئيس الأمريكى للقضية الفلسطينية.

ومهما كانت المبررات والأهداف التى تسوقها الإدارة الأمريكية لزيارة بايدن للمنطقة التى تبدأ اليوم وتستمر ٤ أيام فإن الهدف الأهم بالنسبة لواشنطن هو الضغط على السعودية لزيادة إنتاجها النفطى لخفض الأسعار فى السوق العالمى بعدما أدى ارتفاع السعر فى الولايات المتحدة إلى زيادة أسعار كل السلع الغذائية والخدمات مما أثر سلبا على شعبية بايدن وأصبح أمراً يهدد الحزب الديمقراطى فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس فى نوفمبر القادم.

وحتى يحقق بايدن هدفه كان لابد أولا من إنهاء فترة الجفاء فى العلاقات الأمريكية السعودية وإعادة ضبط البوصلة فى الإتجاه الذى تريده واشنطن فلم ينس العالم التهديدات التى أطلقها بايدن فى بداية فترة رئاسته بأن يجعل السعودية دولة معزولة بعد حادث مقتل الكاتب الصحفى السعودى جمال خاشقجى وإصرار بلدية واشنطن على إطلاق اسمه على الشارع الذى تقع فيه السفارة السعودية لكن ها هو يشد الرحال إلى السعودية ليلتقى بعد غد العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان فى خطوة لا يختلف اثنان على أنها تراجع عن موقفه المعلن من حكام السعودية لكنه النفط.. وما أدراك ما النفط بالنسبة للمواطن الأمريكى وبالتالى بالنسبة لمستقبل بايدن نفسه وحزبه الديمقراطى.

زيارة بايدن تبدأ اليوم بوصوله إلى إسرائيل «الطفل المدلل» للولايات المتحدة لبحث الاقتراح المطروح بتشكيل تحالف دفاعى إقليمى يضم عدداً من الدول العربية وإسرائيل لمواجهة أى تحرك إيرانى فى المنطقة بعد فشل مفاوضات البرنامج النووى الإيرانى وبعدما أصبحت طهران على بعد أسابيع من امتلاك السلاح النووى مما يعتبر أكبر تهديد يمكن أن تواجهه إسرائيل.

التحالف المقترح قد لا يصل إلى مستوى «حلف الناتو» لكنه على الأقل يستهدف إنشاء منظومة دفاع جوى متطورة بمشاركة عدة دول عربية وإسرائيل.
وهذا الاقتراح بعدما يبحثه بايدن فى إسرائيل سيعيد طرحه فى آخر أيام زيارته للمنطقة السبت القادم فى قمة مجلس التعاون الخليجى التى تعقد فى جدة بمشاركة فاعلة من مصر والأردن والعراق.. ولا يخفى على أحد أن اللقاءات المكثفة التى عقدها الرئيس السيسى مؤخراً مع القادة العرب المشاركين فى القمة كان هدفها الرئيسى تنسيق المواقف العربية وتوحيد الرؤى تجاه أية مطالب أو اقتراحات أمريكية.

 بعد زيارته لإسرائيل اليوم يصل بايدن إلى الضفة الغربية غدا للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس وأعضاء السلطة الفلسطينية فى محاولة لتجميل صورة الولايات المتحدة والتأكيد أنها مازالت ترى أن حل الدولتين هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية وربما يدعو خلال الزيارة إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ سنوات لتحقيق السلام بين الجانبين.

بعد غد يصل بايدن إلى جدة فى رحلة طيران مباشرة من إسرائيل وتبدأ لقاءاته مع العاهل السعودى وولى عهده لتصفية الأجواء بين البلدين ومحاولة إقناع السعودية بزيادة إنتاجها النفطى لخفض الأسعار العالمية.. ويخصص اليوم الأخير للزيارة السبت القادم للقمة الخليجية التى أشرت إليها والتى ستتناول أيضا دعم العلاقات الأمريكية مع دول الخليج ومصر والأردن والعراق على جميع المستويات.

نتائج الزيارة لن تتكشف إلا مع صدور البيانات الرسمية للمحادثات.. فهل سينجح بايدن فى تحقيق أهدافه وما هو الثمن الذى قد يدفعه بعدما عاد مضطراً إلى الشرق الأوسط خاصة بعد تنامى العلاقات العربية مع روسيا والصين؟