«نعمة» و«بسنت».. وخريطة الرياضة في مصر

جلال عارف
جلال عارف

ما حققه شبابنا فى دورة البحر المتوسط كان حصادا طيبا، ولعل أجمل ما فيه هذا التفوق لبنات مصر اللاتى حققن ثلث الميداليات التى حصلنا عليها «١٧ ميدالية من ٥١» من بينها ٦ ميداليات ذهبية لبطلاتنا اثنتان لكل من بسنت حميدة (العاب قوى) ونعمة سعيد (رفع الأثقال) وذهبية واحدة للبطلة فريال اشرف «كاراتيه» ولمنتخب سيدات تنس الطاولة «دينا مشرف ومريم الهضيبى وهنا جودة» .

النتائج بالطبع هى صاحبة الكلمة. والنتائج هنا ترسم خريطة واضحة لأحوال الرياضة المصرية، وتحدد الألعاب القادرة على المنافسة الدولية، وتشير على الطريق الذى ينبغى أن يذهب فيه الدعم إلى من يستحق ومن يحقق الانجاز ويعرف كيف يرفع علم مصر على منصات التتويج.

أبطالنا وبطلاتنا فى رفع الأثقال يستحقون تحية خاصة. احتلوا المقدمة- كالعادة- وبعدهم جاءت المصارعة وألعاب القوى. تجاوز شبابنا من نجوم ونجمات رفع الاثقال محنة حرمانهم من المشاركة فى اوليمبياد طوكيو بسبب الفساد فى اتحاد اللعبة والذى لم ينل مرتكبوه العقاب الرادع حتى الآن«!!» لم يستسلموا لليأس وعادوا للتألق والتواجد على منصات التتويج فى كل البطولات.

وفى الوقت الذى كانت فيه نعمة سعيد تقتنص ذهبيتين فى دورة البحر المتوسط كانت زميلتها الرائعة سارة سعيد تعوض غيابها عن الدورة بسبب إلغاء الوزن الذى تلعب فيه بالتتويج فى بطولة عالمية تقام فى أمريكا.

خريطة الطريق إلى أوليمبياد باريس تتضح معظم معالمها من دورة المتوسط فى الجزائر الشقيقة. الدعم كله ينبغى أن يتوافر للألعاب التى تستحق.
وللأبطال القادرين على المنافسة بجدارة. الجهد كله ينبغى أن يتركز على وصول أبطالنا وبطلاتنا إلى منصات التتويج، وإلى توفير كل ما يلزمهم لتحقيق ذلك. كان من فضل الله علينا أن غابت كرة القدم المصرية عن المنافسة فى دورة المتوسط فجنبتنا المزيد من وجع القلب وحرق الدم. مازالت كرة اليد هى أفضل لعبة جماعية فى مصر. أمنياتنا بالتوفيق لأبطال اليد فى بطولة افريقا وفى كل البطولات، فهم جديرون بأن يظلوا دائما وسط الكبار فى اللعبة على مستوى العالم.

ويبقى جميلا أن يتجاوز أبطال وبطلات رفع الأثقال آثار محنة الفساد فى اتحادهم بهذه السرعة. ليتنا نرى نفس الشيء فى لعبة جميلة كانت عندنا اسمها كرة القدم!!