من مزايا الصحفي الرياضي وأيضا الفني أن مساحة الخيال عنده واسعة ومتطلبات الإبداع متوفرة.لأنه يحصل علي فرصة الوصف والتحليل اكثر من أقرانه في السياسة والاقتصاد..امامه مواد خام كثيرة يبرز بها مهاراته في الكتابة والنقش والنحت ورسم الأفكار..علاوة علي اعتياده استخدام مهاراته من خلال تكرار الأحداث ومايحيطها من تنوع في الحكايات ..وأقصد طبعا الصحفي المبادر الذي يفكر وينفذ ويصنع الأحداث والأخبار ثم يطبخ مايشاء من حبكة بأي لون وأي مفردات صحفية.. وليس الصحفي الموظف الذي يبدأ حياته المهنية مع مصدر ومكان ''يخلل'' فيه حتي يموت ومعه نفس الخبر الذي شهد ميلاده في مهنته..
وسوف أستخدم كصحفي رياضي مهارة الخيال في ابرز حدث عالمي الآن بعيد عن الرياضة..
لاأظن ان أحدا في العالم لايعرف ان هناك حربا روسية أوكرانية هي في الحقيقة حرب عالمية في الظل..لأن البشرية كلها تأثرت في معيشتها جراء هذه الحرب علاوة علي أن أطرافها هي القوي الرئيسية في العالم ثم وأن القنبلة النووية جاء ذكرها صراحة كخطر محتمل..والجميع يتفقون علي التأثير الكارثي علي العالم الذي ربما يسقط حكومات ودول ويغير خرائط في مناطق هي فى الأصل هشة ولاتتحمل حتي صدي صوت الطائرات والصواريخ ..لكن لو أمعن محلل وخبير استراتيجي محترف النظر فيما وراء الصراع الدائر الآن ربما يتفق مع لحظات هلوسة وجنوح في الخيال.. وأنا أقنع نفسي بأن خسائر العالم الآن ربما تفضي إلي مكسب استراتيجي طويل الأمد ينقل العالم نقلة نوعية إيجابية جبارة..لو صمد العالم أمام أضرار الحرب لفترة من المؤكد ستكون قصيرة حيث لن تتحمل كل الأطراف طول أمد المعاناة..وصمدت روسيا وحققت كل او أغلب أهدافها فإن البشرية ستكتب عصرا جديدا من التوازن الذي جربته في حقبة الإحتماء وراء المنافسة والصراع بين قطبين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ..كانت معظم الدول تعيش على هذا التوازن وتستفيد من مساحة المناورة مع القطبين في تعزيز استقلال قرارها وتحقيق مصالحها قبل أن ينهار الاتحاد السوفيتي وتأخذنا الولايات المتحدة رهينة وعبيدا عندها..نخدمها ونخدم معها إسرائيل وكل القوي التي تعتبر العرب أكوام من الكراكيب بعد بناء وتشطيب العالم الجديد أحادي القطبية وأحادي القرار..
روسيا لو انتصرت سوف يستفيد العالم ويتحرر العبيد ..وهو المكسب الاستراتيجي الكبير الذي يخشاه الغرب ويجهله العرب وتفهمه الصين ..لكن ستكون القطبية رباعية..أمريكا والغرب مقابل روسيا والصين..
سأكون سعيدا لو استسلمت أوكرانيا وتقزمت أمريكا وتنفست مصر وغيرها ..ولذلك أنا أشجع روسيا..من أجل مصر.
انا أشجع روسيا من أجل مصر !
