العيب فيها خفي.. هذه الأضاحي تغضب النبي

ليس بها عيبا ظاهريا.. هذه الأضاحي تغضب النبي
ليس بها عيبا ظاهريا.. هذه الأضاحي تغضب النبي

أيام قليلة بل ساعات تفصلنا عن إحدى الشعائر والمناسك الهامة في الدين الإسلامي وهو عيد الأضحى المبارك الذي يسرع فيه الكثير على اختيار أفضل الماشية ولأغنام للتضحية بها تقربا إلى الله، لكن هل فكرت يوما أن أضحيتك هذه قد تتحول إلى إثم منهي عن أكله رغم خلوها من أي عيب ظاهري يمنع ذبحها؟

نعم قد تكون الأضحية موافقة لكل شروط ذبح الأضاحي، لكن إن كانت من «الجلالة» فلا يجوز ذبحها إلا بشرط، فتقول دار الإفتاء شرط ذبح الجلالة أن تتطهر من النجاسة بحبسها وعلفها أكل طاهر.

والجلالة، وهى التى تتغذى على النجاسات، ولا تأكل غيرها، فلا يجوز ذبحها والتضحية بها إلا بشرط وهى أن تتطهر من تلك النجاسات بأن تحبس لمدة اختلف فى زمانها ولكن المستقر عند معظم أهل العلم والخبرة أن تحبس الماشية أربعين يومًا سواء كانت من الإبل أو عشرين يومًا إن كانت من البقر أو عشرة أيام إن كانت من الغنم.

ويبدأ ذبح الأضاحي من أول أيام عيد الأضحى، حتى آخر أيام التشريق وهي سنة مؤكدة لدى جميع مذاهب أهل السنة والجماعة الفقهية الشافعية والحنابلة والمالكية، ما عدا الحنفية فهم يرون بأنها واجبة، وقال بوجوبها ابن تيمية وإحدى الروايتين عن أحمد، وهو أحد القولين في مذهب المالكية.

تنتشر في هذه الأيام المباركة شوادر الخراف التي تملأ الشوارع بينما بعض الذين يرعون هذه البهائم  يتجولون بها فى الشوارع ونجد بعضهم يتعمد تغذية تلك الخراف أو غيرها من "القمامة" وهو ما تسمى فى الشرع "بالجلالة" أى التى تتغذى على القاذورات، ولها حكم شرعى فى الأضحية.


وعَنْ عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ، وَعَنْ الْجَلَّالَةِ، وَعَنْ رُكُوبِهَا، وَعَنْ أَكْلِ لَحْمِهَا)، فالجلالة: اسم يشمل أى حيوان يتغذى على النجاسات، سواء كان من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو الدجاج، أو الأوز، أو غيرها من الحيوانات المأكولة.

والجلالة لها أنواع أولها أن يكون كل غذائها على القذارة وهو منهى عن طعامه وشرب لبنه وركوبه، والنوع الثانى أن يكون طعامها من القذارة ولكن لا يظهر ذلك عليها وهو أمر فيه خلاف بين الأئمة، فمنهم من يعدونها من الجلالة لأن شرط أكل القذارة متوفر، ومنهم من لم يعدوها من الجلالة لأن شرط الجلالة أن يظهر تأثير أكلها للنجاسات فى لحمها ورائحتها، فالجلَّالة هى الحيوان الذى يتغذى على النجاسات، ويظهر أثر النجاسة عليه، فلا يجوز فى هذه الحال أكل لحمه ولا بيضه ولا شرب لبنه.


ويطلق الفقهاء اسم «الجلَّالة» على الحيوان الذي يتغذى على النجاسات، وورد النهي عن أكله كما في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لَبَنِ الْجَلَّالَةِ» رواه الترمذي (1825)، وعَنْ ابن عمر رضي الله عنهما قال: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الْجَلَّالَةِ، وَأَلْبَانِهَا» رواه الترمذي (1824).