ارتباك في سوق السجائر.. زياد غير مبررة واختفاء أصناف من الأكشاك

إبراهيم إمبابى  --  هانى أمان
إبراهيم إمبابى -- هانى أمان

حالة من الارتباك تسيطر على سوق السجائر فى مصر خلال الأيام الماضية، نتيجة لاختفائها من المحلات والأكشاك خاصة الأصناف الشعبية، عقب تداول شائعات تتعلق بارتفاع أسعارها خلال الفترة المقبلة، واستغل التجار هذا الأمر ولجأوا إلى تخزين كميات كبيرة من الأنواع المختلفة حتى أصبح السوق فى حالة «تعطش»، نتيجة لجشع التجار.
 

هناك حالة من القلق بشأن وقف شركة بريتيش أمريكان توباكو، عملياتها فى مصر، مما يعنى ووقف استيراد وتصنيع منتجاتها فى السوق المصرى بدءا من يوليو الجاري، وتنتج الشركة سجائر دنهل وكينت ولاكى سترايك وروثمان، وبال مال وفايسروي، لكن هذا القرار جاء نظرا لتراجع أعمال الشركة بعد التقيميم التجارى الطويل الأجل للأعمال فى مصر، لذلك قررت الشركة الأم اتخاذ إجراءات نحو وقف نشاط الشركة فى مصر، وبدء عملية التصفية..

وتشير الأرقام إلى تراجع حجم المبيعات لدى الشركة فى العام الحالى بواقع 50% مقارنة بالعام الماضي، ويرجع هذا إلى أن منتجاتهم لم تعد مقبولة داخل السوق، وفى المقابل ارتفعت مبيعات سجائر «الشرقية للدخان» خلال الشهر الماضي.

وخلال جولة الأخبار على منافذ البيع بعدد من الأكشاك والمحلات رصدنا اختفاء بعض أصناف السجائر أبرزها « الميريت والمارلبورو»، نظرا لارتفاع سعرهما بشكل جنونى عند تجارة الجملة، وتواجد عدد من الأصناف الشعبية مثل كليوباترا وسوبر بكميات قليلة وبأسعار مرتفعة تقترب من 5 جنيهات فى العلبة الواحدة، وكذلك سجائر LM التى ارتفعت ما بين 3:2 جنيهات فى بعض الأماكن..

تحدثنا مع عدد من أصحاب الأكشاك الذين أكدوا أن هناك استغلالا وجشعا غير مبرر من جانب تجار الجملة حتى أن هناك أحد الأصناف زاد بشكل كبير مقارنة بالسعر الرسمي..

زيادة أسعار السجائر «مصنوعة ومفتعلة»

 

تحدثنا مع فوزى أحمد صاحب كشك، الذى أكد أن أزمة اختفاء وزيادة أسعار السجائر «مصنوعة ومفتعلة» من جانب تجار الجملة الذين يمتنعون عن بيع أغلب الأصناف فى تلك الفترة من أجل الاستفادة من الزيادة الجديدة التى من المقرر أن يتم تطبيقها على بعض الأصناف قريبا..

وأضاف أن هناك تجارا رفعوا أسعار عدد من الأصناف «من دماغهم» وهذا مخالف للسعر الرسمى لتحقيق أعلى المكاسب فى تلك الفترة، ودائما ما يحدث أزمة فى أسعار السجائر خلال شهر يونيو من كل عام نظرا لوجود تسعيرة جديدة لعدد كبير من الأصناف المختلفة، ولكن هذا العام تفاقمت الأزمة وامتدت حتى شهر يونيو الجارى وأدى تأخر الجهات المسئولة عن تحديد الأسعار إلى استمرار الفوضى التى تحدث، لأن التجار يرفعون الأسعار كيفما شاءوا بأرقام خرافية لم نسمع عنها من قبل، وهذا ما حدث فى سجائر الميرت التى يبيعها التجار بزيادة كبيرة  فى العلبة الواحدة .

الكميات محدودة

وأشارت هدى عبدالكريم بائعة فى أحد الأكشاك، أن الكميات أصبحت محدودة جدا ولا نستطيع الحصول على أكثر من باكتتين من السجائر فى اليوم، وهذا بالتأكيد يساعد فى اختفاء السجائر من المنافذ نظرا لأنها أصبحت منتجا عليه طلب كبير فى تلك المرحلة وقد يشترى أحد الزبائن 5 علب من صنف معين وبالتالى الكميات محدودة ولا تكفى سوى أقل من ساعتين فى اليوم الواحد، هذا بخلاف ان سعرها أصبح مرتفعا..

وتابعت أنه يجب ان يتدخل المسئولون فورا ويتم تحديد الأسعار الرسمية وتطبيق الزيادة الجديدة فى أقرب وقت حتى يتم السيطرة على سوق الدخان من جديد.

 

إمبابى: باركود جديد على المنتجات لمراقبة السعر وتاريخ الإنتاج

وأضاف خالد عبدالكريم بائع بأحد المحلات، أن هناك جشعا كبيرا من التجار وارتفاع كبير فى الأسعار غير مبرر، وبدون وجه حق، وينتظر «تجار الأزمات» موسم استغلال المواطنين كل عام من أجل تحقيق أعلى الأرباح، مبينا أنه يرفض شراء بعض الأصناف نظرا لارتفاعها بشكل مبالغ فيه مثل الميرت والمارلبورو، وتابع قائلا:» الزبون مش هيرضى يشترى الأسعار نار».

زيادة الطرح

ومن جانبه أكد هانى أمان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى للشركة الشرقية للدخان، أنه يوجد مخزون فى الشركة يكفى 10 أيام، والفترة الحالية شهدت زيادة فى طرح السجائر بشكل يومى حيث يتم طرح 220 ألف سيجارة من منتجات «الشرقية للدخان» فقط فى اليوم الواحد، بخلاف الأصناف الأخرى من السجائر، موضحًا أن السوق حاليًا يبيع أكثر من 300 مليون سيجارة يوميًا، فيما يبلغ المتوسط السنوى للشرقية للدخان أكثر من 200 مليون سيجارة.

وتابع أمان أن الشركة تدعم الدولة ونتكاتف مع الضرئب لوقف استيراد أنواع السجائر ومنتجات الدخان المغشوشة، وهذا ما كنا نطالب به خلال الفترة الماضية، مبينا أن السجائر التى تصنع في مصر تكون مضمونة وتتم بطريقة سليمة وجيدة، وتكون عملية الإنتاج وفقا لاحتياجات السوق ولا يكون هناك تخزين.

وأضاف أمان، أن الشرقية إيسترن كومبانى وضعت الباركود (QR) المطبوع على علب السجائر منذ عدة أشهر ويستطيع أى مستهلك معرفة السعر الرسمى للعبوبة ، من خلال قراءة هذا الباركود عبر الموبايل، لمواجهة استغلال وجشع التجار.

وأوضح أمان، أن الشركة تخطط لطرح بعض المنتجات الجديدة مثل التبغ المسخن ، فى بداية العام المالى الجديد، بكميات محدودة على سبيل التجربة، لرؤية مدى تقبل السوق لهذه الاصناف، وعند نجاحها سيتم العمل على التعاقد على كميات أكبر تمهيدا لإنتاجها فى مصانع الشركة، مضيفا أن هناك تجهيزات كبيرة للتوسع فى طرح المعسل الفواكه.

وتابع أمان، أن الشركة مما لا شك فيه تتأثر بما يحدث فى العالم بشأن مشاكل المواد الخام خاصة فى ظل تعدد مكونات الإنتاج التى تدخل فى صناعة السجائر والمعسل، ولكنها لا تتخذ قرار رفع الأسعار إلا بعد انتهاء كل السبل الداخلية من أجل امتصاص كل عوامل الزيادة فى تكلفة الإنتاج، ونعمل على تنوع الموردين الخارجين تجنبا لحدوث أى نقص او مشاكل فى سلاسل الإمداد تؤدى إلى تعطل الإنتاج، وتعمل الشركة على وجود احتياطى استراتيجى للخامات يكفى لأكثر من 6 أشهر.

تكاليف الشحن

وأكمل أن سعر الصرف وتكاليف الشحن الزائدة أثرت على الشركة الشرقية للدخان ولكننا نحاول دائمًا امتصاص الزيادات داخل الشركة سواء بتقليل التكاليف أو تحسين الكفاءة التى يمكن من خلالها إحداث توفير.

أمان: نطرح 220 ألف سيجارة من «الشرقية للدخان» فى اليوم الواحد

وفيما يتعلق بالاستحواذ على حصة 24% فى رأسمال الشركة المتحدة للتبغ الذراع الاستثمارية المصرية لعملاق صناعة التبغ فيليب موريس، ذكر أن ذلك جاء وفقا لموافقة الجمعية العامة العادية للشركة، وسوف تستحوذ على 24% من رأسمال الشركة المقررة بـ 100 مليون جنيه، بما يعنى 24 مليون جنيه، وأصبحت المتحدة ثانى شركة لتصنيع السجائر فى مصر..

ومن جانبه قال إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة الدخان والسجائر بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إنه تم وضع باركود «QR» تنفيذا لقرار جهاز حماية المنافسة بوضع الأسعار على علب السجائر والمعسل، بشكل إلزامى لجميع الشركات بداية من يوليو الجاري، على علب السجائر يحمل السعر وتاريخ الإنتاج لكل عبوة، لضمان عدم التلاعب بأسعار السجائر وزيادة السعر عن السعر الذى تحدده الشركة ومحاربة جشع بعض التجار..وأشار إمبابي، إلى أنه تم التوصل لوضع باركود على علب السجائر بدلا من وضع السعر مباشرة على العلبة، لأنه طباعة كميات كبيرة من العلب الكرتون التى تستخدم فى تعبئة السجائر،ومع تغير السعر يعرض الشركات للخسائر فى حال طباعة السعر على العبوة ثم تغييره، موضحا أنه عندما يمرر المستهلك الكود الموجود على العبوة بواسطة هاتفه المحمول سيظهر له السعر وتاريخ الإنتاج والشركة المنتجة.

ارتفاع الأسعار

ولفت إمبابي، أن التجار والموزعين الذين يقومون بتخزين السجائر حاليا من أجل انتظار رفع أسعار السجائر خلال الفترة المقبلة، من أجل تحقيق أرباح إضافية، ستتراكم لديهم المخزونات بسبب نزول علب السجائر الجديدة بباركود للسعر.

ونفى إمبابى، ، زيادة أى أنواع من السجائر حتى الآن وما تم تداوله من منشورات حول زيادة أسعار السجائر سواء المحلية أو الأجنبية على مواقع التواصل الاجتماعى « مزورة» وغير صادرة عن شركات السجائر التى لم ترفع أسعارها حتى الآن.

وتوقع إمبابي، أن تشهد أسعار السجائر زيادة قريبة بالأسواق، ناتجة عن استهداف الحكومة تحصيل 7 مليارات من الجنيهات كضرائب عن السجائر، بجانب ارتفاع تكلفة الإنتاج والاستيراد، وطالب الحكومة بإقرار زيادة الأسعار لإنهاء ظاهرة اختفاء السجائر، وهذا الأمر يتم إما قيام البرلمان بتحريك الشريحة الضريبية الساكنة وزيادتها جنيها، وبالتالى زيادة الأسعار جنيهان، أو تقوم الشركات بزيادة سعر البيع، حتى يتم التصدى لتجار السوق السوداء الذين أخفوا البضائع.

وأشارإمبابي، إلى أن السبب وراء شكوى عدد من المستهلكين من نقص بعض أصناف السجائر كالمريت الأصفر وغيرها، ناتجة عن تخزين التجار لها فى ظل توقعات بالارتفاع وخاصة أن هذه الأنواع واسعة الانتشار ولها شعبية كبيرة لدى المستهلكين المصريين.

إقرأ أيضاً|«شعبة الدخان» للتجار: «السجاير اللي بتخزنوها هتشربوها والباركود من أول يوليو»