كرم جبر يكتب: بالكلمات وليس بالرصاص !

كرم جبر
كرم جبر

 مائدة الحوار الوطنى تتسع لكل المصريين، ولتستوعب كل الآراء، وتعظم معانى التقارب والتواصل، وترحب بكل ألوان المجتمع.
إلا الإخوان
فقد جاءوا للحكم بشرعية الصندوق، وسلم لهم الجيش السلطة احتراماً لإرادة الشعب، دون أن يناقشهم فى حالات التزييف والتزوير، حتى تعبر البلاد الأنفاق المظلمة وتصل إلى بر الأمان.

لكنهم أرادوا اختزال شرعية الوطن الحقيقية فى شرعيتهم الزائفة، ومحاولة محو هوية الوطن وثقافته وحضارته وتاريخه، فى جماعتهم الإرهابية.
 توطدت شرعية مصر بالانتصار العظيم الذى تحقق فى حرب أكتوبر، وصارت رمزاً للعزة والكبرياء والكرامة، وحاول الإخوان سرقة الانتصار العظيم وظهر رئيسهم فى ستاد القاهرة يركب سيارة الرئيس السادات المكشوفة، ويطوف بها فى الجنبات وسط تهليل أهله وعشيرته.

وكانت بحق أسوأ احتفالية بالانتصار العظيم، عندما جلس قتلة السادات فى الصفوف الأولى، دون أن يحضر قائد واحد من صناع النصر الحقيقيين من رجال القوات المسلحة.

كان ذلك عام 2012 فى الاحتفال بذكرى النصر، واعتاد المصريون أن يحتفلوا بالأغانى الوطنية والأفلام السينمائية التى تتحدث عن الانتصار، وزيارة قبر الزعيم الراحل أنور السادات وعزف الموسيقات العسكرية فى الميادين الكبرى.
ولكن الإخوان احتفلوا بطريقتهم الخاصة واعتبروا وصولهم للسلطة هو العبور الثالث بعد أكتوبر وانتخاب مرسى، وبكى المصريون بالدموع، وهم يرون القتلة يرتدون عباءات الأبطال الحقيقيين، وكانت هذه هى لحظة السقوط لرئيسهم والأهل والعشيرة.

الإرهابيون يتحاورون بالاغتيالات والسيارات المفخخة وقتل الأبرياء، فكيف يشاركون فى الحوار الوطنى الذى يتعشم فيه المصريون خيراً؟، لمشاركة فعالة للوصول إلى توافق وطنى حول القضايا والتحديات التى تواجه البلاد، ورسم صورة المستقبل بكل جوانبها.

لم تتوقف مدفعية الشائعات التى يقذفون بها البلاد لحظة واحدة، وحاولوا بكل السبل الوصول إلى حافة الخطر، بعد أن اقتلعهم المصريون من السلطة، واختلقوا المشاكل والأزمات، ودمروا محطات المياه والكهرباء، ولم يتركوا فرصة إلا وحاولوا تأليب وتحريض الناس.

كيف يشارك فى الحوار الوطنى قاتل أو محرض، وماذا نقول لأهالى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم دفاعاَ عن الوطن؟
شيدت الجماعة الإرهابية سدوداً من الكراهية مع المصريين، ولا يمكن التسامح فى دم الشهداء، أو مصافحة القاتل والجلوس معه.. ولا يمكن أن نقول "عفا الله عما سلف"، لأن الأيدى لاتزال مخضبة بالدماء، وتتحين الفرصة للعودة إلى العنف والقتل وترويع الأبرياء.
 الحوار بالكلمات وليس بالرصاص والسيارات المفخخة، والدماء الطاهرة لا تمحوها كلمات الرياء والمداهنة والنفاق.