عاجل

ملاحظات أولية على الحوار الوطنى

محمد الشماع
محمد الشماع

لا شك أن الحوار الوطنى الذى انطلقت فعالياته أمس هو نقطة تحول جوهرية من المنتظر أن تتجاوز كثيرا من الثوابت لكى تقر وتؤسس لجمهورية جديدة، وبالتالى فإننا أمام فرصة تاريخية نادرة لكى نضع محاور وأبعاداً لوطن يعيش فى زمانه ونتطلع لمستقبل أفضل، وبالتالى فإن الآمال المعلقة على نتائج الحوار هى آمال كبيرة نتمنى ألا نستهلك تلك الفرصة التاريخية فى سفاسف الأمور وفى التفاصيل المهلكة وفى مكاسب فئوية صغيرة.

لذلك فإن شرطنا الأوحد لنجاح هذا الحوار الوطنى أن تشارك فيه قامات وطنية وفكرية رفيعة، لأننا لو تركنا هذه الفرصة التاريخية، تتوه من أيدينا فى تفاصيل وفى مكاسب فئوية محدودة فإن خسارتنا ستكون كبيرة.

نريد أن نقفز بالوطن للمستوى الذى يستحقه، نريد أن نؤسس لمجتمع متقدم سياسياً واقتصادياً وإنتاجياً وأخلاقياً، نريد نظام تعليم متطوراً يعتمد على العقلانية، ويحارب التلقين وينبذ الخرافة وينتج عقولاً مبدعة، لا نريد أن تتعثر مسيرتنا ولا أن يتخلف ركبنا.

لذلك فإننى أناشد كل الفعاليات المشاركة فى الحوار الوطنى من أحزاب سياسية وحكومة وقامات وطنية وفكرية وعلمية أن تحدد محاور النقاش وأن تضع برنامجاً لترميم المجتمع والنهوض به وأن تكون نظرتها للأجيال القادمة هى ألا تتوه فى دهاليز المصالح الصغيرة.

نريد برنامجاً عملياً حقيقياً ونحذر من أن يتحول هذا النقاش الوطنى إلى مكلمة تستهلك عزيمتنا وقد آن لنا أن ننهض نهضة كبري، وأن نتبوأ مكانتنا فى هذا العالم وأن نحول هذه الكتلة البشرية الضخمة إلى فريق عمل ينتج ويبنى ويتطلع لغد مشرق.