إنسانية كلب شيرين أبو عاقلة.. قصة وفاء نادرة الحدوث رغم مرور شهرين على رحيلها

 شيرين أبو عاقلة مع «فلفل»
شيرين أبو عاقلة مع «فلفل»

هنا في بيت حنينا بمدينة القدس المحتلة، ينسج مخلوق قصة وفاء بشكل يومي، ربما قد يعجز «بني البشر» عن صنعها.

 

فداخل منزل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة -التي اغتالها الاحتلال الإسرائيلي في 11 من شهر مايو الماضي- لا يزال  كلب الإعلامية الراحلة، والمدعو «فلفل» ينتظر كل يوم لساعات عودتها إلى البيت كما جرت العادة قبل رحليها، مثيرًا أشجان محبيها ودموع عاشقيها.

قرابة الشهرين، وكلب «أبو عاقلة» جالس في تلك الشرفة عيناه تخترق هذا الزجاج عله يرى من كان رفيقًا به وأحن عليه من بعض البشر.

 

تقول لينا أبو عاقلة، ابنة شقيق شيرين: «عندما يسمع "فلفل" اسمها يذهب هائمًا إلى الباب وعندما يرجع خائبًا يعود إلى غرفة شيرين يتحسس كل ركن فيها وبخاصة متعلقاتها التي لا تزال تملء أركان البيت..بعد كل هذا يعود الكلب إلي.. أكيد هو مفتقدها ومشاق يشوفها مجددًا».

 طوال تلك الأيام، لم يَكِل ولم يَمَل هذا الكلب الذي يبدو أن لم يصدق الفاجعة التي أصابت الإنسانية في مقتل برحيل فارسة الكلمة التي كانت تتخذها سلاحا في وجه بطش الاحتلال الإسرائيلي.

من قال إن الوفاء سمة البشر فقط !.. أليس «فلفل» أشد إنسانية من الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يتورع عن اغتيال «أبو عاقلة» بدم بارد من خلال رصاصة لو كانت الأمور بيدها لأخطأت هدفها ولما أصابت هذا الملاك.

 

الكثيرون يتسائلون: ماذا رأى«فلفل» من شيرين أبو عاقلة كي يصبح نهرًا يتدفق منه الوفاء؟

 

بالتأكيد حاول الكثيرون معرفة العلاقة بين «أبو عاقلة» و«فلفل» والتي أثمرت عن قصة وفاء ربما نادرا ما تتكرر.

لكن الفاجعة أن أحدا لن يستطيع التوصل لإجابة.. فالصمت يخيم على أرجاء المكان برحيلها، وبقي كلبها شاهدًا على إنسانيتها دون أن تنطق فاه بما يعجز البشر عن فهمه.

ولعل هذا المشهد لن يتكرر، فلن تظهر «أبو عاقلة» على شاشة الجزيرة مجددًا حتى وإن انتظرها «فلفل» الدهر كله.. فالحادي عشر من مايو ليس كما قبله.

 

وأصيبت شيرين أبو عاقلة برصاصة في الرأس أدت إلى مقتلها خلال تغطيتها اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين، ما أثار سخطًا عربيا ودوليًا.