فرحة المصريين تبدأ من المعـــــــدة..

السويس: العربان يفضلون الضأن «التربيلة» طبق الإفطار.. والرقبة لا تُقدّم للضيف

تجمع العربان أثناء الاحتفال
تجمع العربان أثناء الاحتفال

تحظى التركيبة السكانية فى محافظة السويس بتنوع فريد، فما سميت بلد الغريب حقيقة ومجازاً إلا لكثرة الوافدين عليها من المحافظات المختلفة، وانطبع ذلك بمرور الوقت على عادات أهلها فى الاحتفالات واستقبال الأعياد لا سيما عيد الأضحى إذ يجمع بين الفرحة والطعام الطيب.. للعربان فى السويس نهج مختلف فى عاداتهم وطرق إعداد اللحوم فى عيد الأضحى على الرغم من اندماجهم فى مجتمع المدينة لكنهم حافظوا على تلك العادات.. ينتشر العربان على الشريط الساحلى المتاخم لخليج السويس عند الوديان المنحدرة من جبل عتاقة والجلالة، وفى بعض المناطق بحى الجناين، ويقول الشيخ محمد خضير شيخ قبيلة العمارين المنتشرة بقطاعات أرضية بمنطقة السخنة إن بدو العمارين رغم التمدن والتحضر واستبدال المنازل البسيطة بأخرى حديثة مزودة بالأجهزة الترفيهية، لكنهم لم يتخلوا عن عاداتهم فى العيد وطريقة تناولهم اللحم.


وأوضح خضير أن البدو يفضلون لحم الأغنام خاصة الضأن عن الأبقار والجاموس، ولا يضحى البدوى بالأنعام الكبيرة، وينحرها بنفسه ولا يستعين بجزار، كما أن الأضحية لا تقطع عظامها بالساطور، وإنما تُفصل بطريقة معينة باستخدام السكينة من عند مفاصل الأطراف وسلسلة الظهر.


واستطرد شيخ قبيلة العمارين إنه بعد إتمام الذبح وشق الأضحية، تُعد السيدة البدوية الإفطار وهو طبق «التربيلة» مكون من الكبد والطحال والقلب وقطعة من «اللية»، وتقطع إلى أجزاء صغيرة وتطهى بالبصل، وتؤكل بخبز الفراشيح وهو خبز طرى من الدقيق ولا يُخمر ورقيق تعده ربة المنزل صباح يوم العيد.
بعد الإفطار، يبدأ البدو فى تبادل الزيارات، والتى تكون فى «المقعد» وهى الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف، يتناولون داخلها الشاى الأخضر المغلى ويجهز على الفحم ويقدم فى أكواب صغيرة.. وفى اليوم الأول، يتبادل بدو السويس العزائم، ويتناولون الفتة وهى تختلف عن الفتة المصرى، فلا يوضع عليها الخل أو الصلصة، وبعد طهى لحم الأضحية يقطع خبز الفراشيح ويسقى فى الشوربة ثم يرص فى صينية التقديم، ويوضع عليه الأرز الأبيض المطبوخ فى الشوربة دون إضافة أى مياه، ويوضع عليه اللحم المقطع إلى أجزاء كبيرة.
ويتطرق شيخ قبيلة العمارين، إلى واحدة من المحرمات فى الطعام، وهى وضع رقبة الأضحية للضيف والتى تمثل إهانة له، لذلك عند الذبح تفصل رأس الأضحية من عند الكتفين وتكون لأهل المنزل.


ويقول خضير إن لحم الرقبة معروف أنه من أطيب القطع فى الأنعام سواء كانت غنماً أو أبقاراً، فهى طرية ودهونها قليلة، لكن وضعها للضيف محرم ومجرم فى العرف البدوى.


ويفسر ذلك أن الضيف فى وجوده عند صاحب الدار يكون فى حمايته وصاحب الدار يفديه برقبته، وإذ وضع صاحب المكان الرقبة لضيفه فهى إهانة له وتقليل من شأنه وكأن صاحب المنزل يقول له أنت سفيه ويساوى رقبة ضيفه برقبة الشاه.
واستطرد: أن الرقبة تقدم للسيدات فى المنزل ليأكلنها، وإذا ما قدمت للضيف فمن الممكن أن يقاضيه عرفياً وتقام للأمر جلسة عرفية يحكم فيها على صاحب المنزل بغرامة.