الإعلام والمسئولون والحلقات المفقودة !!

محمد البهنساي
محمد البهنساي

«إزاى مفيش مسئول يطلع يقول للناس الحقيقة ويفهمهم أن الطريق مخلصش « بهذه الكلمات جاء رد الرئيس السيسى على ما أثير حول طريق الساحل الشمالى والكبارى الدائرية فيه ، ورغم الهدوء المعروف عن الرئيس لكن نستشف من بين كلماته غضبه على صمت المسئولين تجاه موجات اجتاحت السوشيال ميديا بسبب فيديو انتشر يوحى بفوضى وارتباك وعشوائية فى طريق أنفقت عليه الدولة الكثير ، وليهيل الفيديو التراب على مجهود كبير  يبذل.

وإذا سلمنا بأن كلمات الرئيس مهمة وفى وقتها من مسئول استشعر تضليلا وتشويها لإنجاز يتم ، فإننى أتعجب أنه وبعد حديث الرئيس أنهالت البيانات الصحفية حول ما يتم بطريق الساحل الآن وما سيتم مستقبلا وبدأت الزيارات الميدانية له ، هل لابد من تدخل الرئيس بكل صغيرة وكبيرة حتى يتحرك السادة المسئولون ، وهل كانوا ينتظرون تعليمات الرئيس ليردوا على حملة تشكيك وسخرية نتمناها بريئة بلا نية سيئة حول مشروع كبير تنفذه الدولة؟! ، ولعل السادة المسئولين ومن كلمات الرئيس ونبرة صوته التى تحمل غضبا مكتوما يتوارى خلف أدب جم وعفة لسانه نعرفها عنه ، لعلهم يفهمون أن الرئيس يمقت انتظار المسئولين تحركه أو أن تكون كل خطوة وتصريح بتعليمات من الرئيس.

يقودنا هذا الحديث إلى نقطة مهمة تتعلق بشرح الانجازات الكبرى على أرض المحروسة فكثيرا ما نسمع الرئيس يطالب الإعلام بالفهم الصحيح لما يتم من إنجازات لا تعد ولا تحصى ليعرضها العرض السليم للمواطنين ، وهنا لا أدافع عن الإعلام والإعلاميين ، لكنى أعتقد أن الزملاء بمختلف وسائل الإعلام يريدون أيضا الفهم الصحيح والعرض الأمين لما يتم ، لكن ربما الفكر الذى شاهدناه بموضوع طريق الساحل يحول بين الزملاء وبين ما يسعون للحصول عليه ، تقصير بعض المسئولين الذين يريدون أن يكتفى الإعلام بما يصدر عن وزارته من بيانات صحفية ، وهنا نصل إلى الحلقات المفقودة بين بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام وبين عدد من المسئولين ، فالصحفى أو الإعلامى الذى يكتفى فقط بالبيانات الصحفية دون عناء البحث والتقصى والتحقيق والتدقيق لا يصلح لمهنته ، والمسئول الذى لا يستجيب لمطالب الإعلام بتوفير المادة التى تعينهم على شرح ما يحدث لا يقدر ما يتم من إنجازات.

يا سادة إن ما يحدث على أرض مصر من تطور وتحديث وتنمية غير مسبوق ربما فى تاريخها كله ، وياسادة مصر تتعرض لحملات ممنهجة من التقليل مما يتم وإثارة الشك والريبة فى كل شئ ، وكل هذا يفرض علينا تحطيم الحلقات المفقودة بين الإعلام والمسئولين لنكون جميعا على قدر ما يتم ومواجهة الحملات المغرضة.