سراي المحمودية .. طراز رومي أنشأه محمد علي بالإسكندرية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

منذ 215 عاما، وبالتحديد عام 1807م وقف محمد على باشا أمام مشروعه الملاحي الضخم (ترعة المحمودية) والتى تبدأ من نهر النيل مرورا بمحافظة البحيرة وصولا إلى البحر المتوسط بالإسكندرية.

وعلى هذه الترعة، أقام محمد علي؛ سراي المحمودية، وهى أول سراى بناها محمد على فى الإسكندرية قبل سراى رأس التين، وفيها ولد محمد سعيد باشا والى مصر فيما بعد.

هذا السراي، أو القصر؛ كما يقول د. حسين دقيل الباحث فى الآثار بناها محمد علي  على الطراز الرومي، الذي ساد في تصميم القصور الملكية في القرن التاسع عشر الميلادي، وهو طراز يجمع بين الطراز التركي والطراز اليوناني في إنشاء المساكن.

أوكل محمد علي إنشاء سراي المحمودية إلى المهندس المعماري الإيطالي (بترو افوسكاني) الذي كان مقيما بمصر حينها. فبناه على نمط القصور الملكية، التي تعتمد في فكرتها التصميمية على بناء وحدات سكنية متناثرة داخل حديقة واسعة؛ يحيط بها سور تتخلله ممرات تصل المنشآت والوحدات ببعضها.

وقد آلت ملكية هذا السراي للأمير محمد علي توفيق، بطريق الإرث الشرعي بعد والده عام 1893، وعقب ثورة يوليو 1952 تم تأميم السراي حتى انتهى به الحال، كمقر لمخازن الكتب المركزية بمديرية التربية والتعليم.

يُطل سراي المحمودية على مساكن طوسون بمنطقة محرم بك، وهو الآن مبنى قديم بواجهة متهالكة، اختفت من معالمه رمزية الجمال، وإن احتفظ بقدر من شموخه القديم، ونقوش على بوابته الأصلية. 

وسميت المنطقة باسم مساكن طوسون؛ لأن هذا السراي كان يجاوره (قصر عمر طوسون باشا)، الذي تم هدمه، وبٌني بدلًا منه مساكن في عهد الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1965، وسميت تلك المساكن وإلى الآن باسم: مساكن طوسون.

يذكر أن هذا السراي لا يتبع وزارة الآثار، كما أنه لا يتبع أيضا  التراث".