مشوار

«تونس» تهويمات العدو

خالد رزق
خالد رزق

يبدو أن شهية العدو الصهيونى المفتوحة لجر مزيد من البلاد العربية نحو التخلى عن دعم الشعب الفلسطينى وعن مناصرة الحقوق العربية لسورية ولبنان التى يحتل العدو أقساماً من أرضيهما، قد قادت أجهزة إعلامه المنفتحة أبوابها على مكاتب الموساد إلى نشر التهويمات بشأن المواقف الثابتة لبعض البلاد العربية الرافضة كلياً للاعتراف بكيان العدو وللتنازل عن الحقوق العربية ومن بينها تونس. فعلى مدى أيام الشهر الماضى نشرت مواقع عبرية ما قالت بأنها تسريبات عن وجود مفاوضات سرية بين الكيان ونظام الرئيس التونسى قيس بن سعيد سعياً للوصول إلى اعتراف تونسى والتوجه إلى تطبيع العلاقات وأسهبت وسائل الإعلام تلك فى الحديث عن أن الفلسطينيين بطريقهم إلى خسارة كل الدعم العربى وعن أن التحاق تونس بمسار الاعتراف والتطبيع سيقود مزيدا من الدول العربية وحتى أكثرها تشدداً فى معادة الدولة العبرية إلى حظيرة السلام.


المنشورات الإعلامية العبرية ردت عليها وزارة الخارجية والهجرة التونسية ببيان نفت فيه نفيا قاطعا ما روجت له بعض المواقع التابعة للكيان المحتل من ادعاءات عن وجود محادثات دبلوماسية مع تونس وأكدت أن هذه المواقع دأبت على نشر هذه الشائعات فى محاولات متكررة للمس بصورة تونس وموقفها الثابت الداعم للحق الفلسطينى غير القابل للتصرف والسقوط بالتقادم، مشددة على أن تونس غير معنية بإرساء علاقات دبلوماسية مع كيان محتل وأنها ستظل رسميا وشعبيا، كما أكد على ذلك الرئيس بن سعيد فى عديد من المناسبات. لماذا إذن جاء الحديث الصهيونى عن تطبيع تونسي؟ الإجابة وفق تقديرات خبراء بالسياسة الصهيونية تنحصر فى شقين أولهما محاولة لضرب مصداقية الرئيس التونسى قيس بن سعيد الذى كشف -وفى أكثر من مناسبة- عن توجه عروبى وقومى رافض للكيان ومناصر للحقوق العربية، والثانى الضغط على الجزائر البلد العربى الكبير الذى تجمعه بتونس وحدة الموقف من الكيان الصهيونى ليسود وسط دوائر صنع القرار فيه أنه بات أقرب لأن يقف وحيداً بموقفه، ويصبح نفسياً أقرب للاختراق. عموماً لن ينسى الشعب التونسى أن جيش الاحتلال سبق وقصف أراضيه.