عين على الحدث

الغرب وروسيا ونقطة اللاعودة

آمال المغربى
آمال المغربى

ماتشهده حرب أوكرانيا الان يؤ كد ان الغرب وروسيا وصلا لنقطة اللاعودة.. فالدبلوماسية متوقفة ومنظمة الأمم المتحدة عاجزة والعقوبات الغربية على روسيا لم تأت بالنتائج المرجوة.. وان القادم قد يحمل مخاطر كبيرة على كل العالم.. ثلاث قمم خلال أسبوع واحد أعطت الأولوية فى اهتماماتها لحرب أوكرانيا قمة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، وقمة مجموعة السبع فى بافاريا وقمة حلف الاطلنطى فى مدريد.
القمة الأوروبية وافقت على إعطاء أوكرانيا ومولدوفا صفة المرشح لعضوية الاتحاد.

أما قمة الدول الغنية، فقررت دعم أوكرانيا بكل الأشكال وزادت العقوبات على روسيا من منعها من الوصول للتكنولوجيا التى تدعم صناعتها للأسلحة إلى حظر استيراد الذهب الروسي. وشهدت قمة «حلف الأطلسي» قفزة هائلة إلى الأمام، تمثلت فى رفع عدد الجنود الأميركيين فى أوروبا إلى مئة ألف وزيادة نوعية الأسلحة. بالاضافة الى تقوية وجود قوات الناتو على الجبهة الشرقية ضمن مبدأ «الردع من خلال المنع»، بما يحول دون أن تغزو روسيا دول البلطيق.. ولهذا توقف الرئيس الأمريكى عن الحديث عن انتصار محتمل لاوكرانيا و بدا يعد الحلفاء لصراع طويل هناك بينما تسدد أوكرانيا الثمن على الأرض. عندما أوضح «سوف ندعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة». ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل.. ورغم ما أشارت اليه قمة الناتو الاخيرة من استعداد متزايد فى العواصم الغربية للمخاطرة بالتصعيد مع روسيا الا انه لايخفى الانقسام الموجود فى أوروبا حول أهداف الحرب الأوكرانية فدول البلطيق وبولندا تدافع عن استمرار الحرب حتى هزيمة روسيا، بينما تسعى فرنسا وألمانيا وإيطاليا التى تساهم بالمال والسلاح إلى الحفاظ على قناة اتصال مفتوحة مع موسكو،

على أمل وقف إطلاق النار.. يحكم هذا الانقسام رغبة واشنطن فى خوض حرب طويلة مع روسيا املا فى تركيعها اواستنزافها بصرف النظر عن أى عواقب عالمية مدمرة لهذه الحرب التى أدت لاغراق الاقتصاد العالمي، فى أزمة متجددة و سيعانى سنوات من النمو المنخفض،. كما أدت لتفاقم حالة الطوارئ الغذائية العالمية حيث أدى القتال لارتفاع أسعار السلع الأساسية وشل صادرات الحبوب الأوكرانية التى تطعم عادة مئات الملايين من الناس سنويا، مما دفع حوالى 44 مليون شخص للاقتراب من المجاعة وفقا لبرنامج الغذاء العالمي.