تأجيل إعدام سجين تكساس 5 مرات خلال 30 عامًا..تفاصيل

السجين هانك يتواصل عبر الهاتف لرواية قصته
السجين هانك يتواصل عبر الهاتف لرواية قصته

كتب: دينا جلال

قصة سجين أمريكي تحمل تفاصيل مثيرة للدهشة، حصل على خمس مواعيد لتنفيذ عقوبة الإعدام؛ ولكن ما إن تبدأ الإجراءات والطقوس المرتبطة بتلك العقوبة تبعًا لقوانين ولاية تكساس الامريكية حتى يفاجأ السجين بتأجيل الحكم في اللحظات الاخيرة، ويتنفس الصعداء من جديد ثم يتكرر نفس الموقف مرة أخرى حتى صار يطالب ببراءته وحريته بشكل كامل.

 

بالطبع لا يرغب أى سجين في تنفيذ عقوبة الإعدام ولا يتعجلها على الإطلاق؛ فهو لديه خطط أو أحلام اخرى يمتلك فيها الامل للحصول على الحرية خاصة وإن شعر بالظلم تجاه الاتهامات الموجهة له وعدم كفاية الادلة لإدانته، وحين يتكرر إعلان إعدامه ثم يتأجل أكثر من مرة صار السجين الاكثر شهرة في امريكا؛ هو هانك سكينر، 60 سنة،  من نزلاء المركز الاصلاحي  ليفينجستون بشمال هيوستن، الذي أثار انتباه الجميع بعد قضائه اللحظات التي اعتقدها الفترة الاخيرة فى حياته حين استعد لإعدامه بالحقنة القاتلة، ثم فوجئ بتأجيل تنفيذ الحكم قبلها بعشرين دقيقة فقط وتحديدًا بعد أن أنهى الطقوس الاخيرة الخاصة بالإعدام وهى الخطوات التي تفضل الصحف الامريكية إبرازها لتكشف عن الطقوس والوجبات الاخيرة لسجناء الإعدام التي يختارونها تبعًا لذوقهم الخاص، وكذلك الجلسة الاخيرة من الناصح او رجل دين؛ وكشفت الصحف أن سكينر في الاعدام الاخير له اختار أصنافًا متنوعة من الوجبات السريعة واجتمع بالناصح ليلقنه النصائح والكلمات الاخيرة قبل إعدامه؛ ليتلقى خبر وقف التنفيذ بقرار من المحكمة العليا الأمريكية، اعتقد سكينر أنه نجا تمامًا من الإعدام ليكتشف؛ أن القضاة قرروا تأجيل الحكم وإدراجه ضمن قائمة الانتظار من جديد بسبب قضية الاستئناف التي أقامها ويطلب فيها إجراء اختبارات الحمض النووي على أدلة مسرح الجريمة وهو الامر الذي لم تقم السلطات بإجرائه على الاطلاق ليؤكد السجين انه الطريق الوحيد لإثبات براءته.

 

مسرح الجريمة

تبدأ قصة السجين هانك سكينر بتلقيه حكم الإعدام عام 1995 بعد مثوله امام المحكة بتهمة قتل ثلاثة أشخاص ليلة رأس السنة وتمت إدانته بقتل وضرب صديقته تويلا باسبي 41 سنة حتى الموت، وطعن ابنيها راندي بوسبي 20 عامًا، وإلوين كالر 22 عامًا في عام 1993، وفي مسرح الجريمة عثرت الشرطة الامريكية على المتهم سكينر في منزل الضحية تويلا باسبي ودمائها منتشرة على ملابسه، لم ينكر وجوده في المنزل الذي شهد ثلاث جرائم قتل ولكن برر وجوده مؤكدًا انه فقد وعيه بسبب تناوله الكحوليات.

خلال التحقيقات أكد سكينر وهو أب لثلاثة أطفال؛ أن وجوده في المنزل لا يمكن أن تعتبره السلطات الدليل الوحيد لإدانته دون إتمام التحقيقات بشكل دقيق حتى انه لم يتم اختبار الحمض النووي في مكان الحادث أو أخذ عينة من الضحايا او المشتبه بهم، وهو الامر الذي اعتبره طريقًا لبراءته حيث تقوم السلطات الأمريكية بإعادة التحقيقات فى القضايا القديمة باللجوء إلى اختبارات الحمض النووي للكشف عن المتهمين الحقيقيين في تلك القضايا، وهو الامر الذي ينتظر فيه قرار أعلى محكمة جنائية في الولاية بالرغم من مرور ثلاثين عامًا على سجنه.

طريق البراءة

يستمر سجن سكينر ويستمر طموحه لإثبات براءته، في عام 2008 تقدم بطلب رسمي للزواج من ناشطة مناهضة لقضية إعدامه، وهى ساندرين أجورجس سكينر، لتؤكد انها على قناعة أن سكينر ضحية إجهاض للعدالة ووعدته بإطلاق سراحه ليستقرا سويا فى منزل بالغابة دون حدود وقيود، ومن داخل السجن يكشف محاميو هانك سكينر عن معاناته فى الحفاظ على اسلوب حياة طبيعي وسط النظام المتبع فى السجن حيث يعاني من الظلمة التامة، فلا يستطيع التفرقة بين النهار والليل ولم يشاهد ضوء النهار طوال فترة سجنه حتى أن وجبة الافطار يتم تقديمها اليه فى الثالثة صباحا ليصف فترة سجنه بخلوها من ايقاع الحياة، أما وسيلة رفاهيته فتتم من خلال الاطلاع على قضايا المساجين من حوله بسبب طبيعة عمله السابق في مكتب محاماة ونجح خلال فترة سجنه فى المساعدة على تبرئة 11 شخصًا بعد اكتشاف اخطاء في قضاياهم تسببت في سجنهم، وهو الامر الذي قابله بشكل متكرر، وينتظر سكينر قرار محكمة الاستئناف في تكساس وهل سيكون القرار مختلف بعد إجراء اختبارات الحمض النووي؟!

تشير احصائيات ولاية تكساس إلى وجود اكثر من 197 سجينًا محكوم عليهم بالإعدام بالولاية التي شهدت إعدام  ستة اشخاص بين عامى2020 و 2021 ضمن 127 سجينًا تم إعدامهم منذ عام 2010 لتوصف بالولاية التي تعدم أكبر عدد من الأشخاص بالرغم من شطب أو الغاء اعدام 11 سجينًا من قائمة الاعدام بعد مراجعة الأحكام الصادرة بحقهم وإعادة التحقيق والتدقيق في الادلة المثبتة ضدهم وبالرغم من ذلك مازال بعضهم في السجون دون الإقرار ببراءتهم بشكل قاطع.