محطات في حياة نيكول سابا.. «التجربة اللبنانية»

اللبنانية نيكول سابا
اللبنانية نيكول سابا

كتبت: مايسة أحمد

البطولة تبحث عن صاحبها، هذه الجملة تنطبق تماما على اللبنانية نيكول سابا التي كان أول ظهور لها في السينما المصرية ببطولة عمل أمام الزعيم عادل إمام، شرف لم تحصل عليه العديد من النجمات في السينما المصرية والعربية حتى بعد سنين طويلة من العمل السينمائي والدرامي، لكن نيكول استطاعت بجمالها خطف دور البطولة في التجربة الدنماركية لتنطلق سريعا في عالم الدراما العربية، لكنها لم تنسى أبدا أنها مطربة في الأساس..  

 

ولدت نيكول سابا في العاصمة اللبنانية، بيروت، حيث تخرجت في كلية الآداب قسم علم النفس من الجامعة اللبنانية، ولديها أخت وحيدة اسمها نادين، وأشارت نيكول إلى أنها في طفولتها كانت تعتبر نفسها “راجل البيت”، لأن والدها جون سابا، كان دائم السفر خارج البلاد، وعاشت مع والدتها، وأعتمدت على نفسها، حيث خرجت لسوق العمل مبكرًا، فكانت في المدرسة تتسلى بالأعمال اليدوية التي تبيعها لأصحابها، مؤكدةً أن غياب والدها أثر عليها، وأنها دائما ما تحب توجيه رسالة شكر لوالدتها لأنها قامت بدور الأب والأم في آن واحد.

 

كشفت نيكول عن بدايتها مع التمثيل، قائلة: “شاركت في فترة المدرسة بعرض مسرحي، ووجدت لدي الجرأة لمواجهة الجمهور، وشعرت وقتها أنني قد أكون ممثلة، لكنني كنت أحب الغناء أكثر”.

وتابعت: “أكثر ما أفتقده في طفولتي هي راحة البال، لأن اهتمام الطفل هو أن تأكل وتلعب دون مسئولية تذكر، وأنا عشت مرحلتين، الأولى مثالية، حيث كنت شاطرة جدا في الدراسة، والثانية وهي التمرد في فترة المراهقة”.

أول أجر

بدأت نيكول أولى خطواتها العملية في الإعلانات، وقالت عن ذلك: “أول أجر من الفن اشتريت به عربية صغيرة اتعلمت عليها”، وانتقلت بعدها لمجال عروض الأزياء مع شقيقتها نادين لأكثر من 10 سنوات في القاهرة، وفي عام 1997 شاركت كموديل في فيديو كليب “عيني” للفنانين هشام عباس وحميد الشاعري.

 

وتقول نيكول عن تلك الفترة: “حينما كان والدي يسافر، كانت نادين أم ثانية بالنسبة لي، حيث كنت أستعين برأيها في كل شيء، ونحن الأثنان مع والدتنا نحب العمل والحركة”.

 

في عام 1998 اختار غسان الرحباني، نيكول، لتكون عضو في فرقة “فور كاتس”، بعد انسحاب رولا بهنام، حيث كان يبحث عن فتاة جميلة تجيد الغناء والرقص، وقدمت نيكول معهم ألبومين، هما “تيك تيك” عام 1998، و”ليل نهار” عام 2000، بالإضافة للعديد من الأغنيات المصورة والحفلات في لبنان والعالم العربي، لكنها قررت الانفصال عنهم عام 2004، وبدأت مشوارها الفني المنفرد بإصدار ألبوم “يا شاغلني” من إنتاج شركة “عالم الفن - محسن جابر”، وفي نفس العام فازت بأفضل مغنية من مجلة “سيدتي” الخليجية.

 

صدفة الزعيم

دخلت نيكول مجال التمثيل صدفة، عندما جاءتها فرصة العمل مع “الزعيم” عادل إمام، بعد أن شاهد صورتها على غلاف إحدى المجلات، لأنه عندما شاهد صورتها شعر أن ملامحها تناسب الشخصية التي يبحث عنها لفيلم “التجربة الدنماركية”، وهو ما يتطلب في الممثلة التي تقوم بها أن تكون ملامحها أجنبية، وتوصلت معها إدارة الإنتاج، وطلبوا منها الحضور إلى مصر واجراء اختبار كاميرا لمعرفة هل ستكون مقبولة على الشاشة أم لا، فنجحت بإجتيازه، حيث ظهرت في الفيلم كفتاة دنماركية تأتي لمصر وتعيش بمنزل وزير الشباب والرياضة وأبنائه، الذين يقعون في حبها بعد أن تبهرهم بشكلها وتحررها وملابسها وأسلوبها الجريء.

وعن كواليس الفيلم قالت نيكول: “عادل إمام هو أسطورة وتاريخ وبطل به كل صفات الزعامة والبطولة، وهو قائد ورئيس ولديه كاريزما طاغية، واتحدى أي حد يشوفه وما يتلخبط، وهو ساعدني في التخلص من التوتر عندما وقفت أمامه في الفيلم، وكان يمزح معي”.

وتابعت: “انحصرت في أدوار الأغراء بعد (التجربة الدنماركية)، ما جعلني أرفض الكثير من الأعمال، لأن هدفي كان أن أثبت لنفسي ولهم موهبتي، والحمد لله استطعت أن أفعل ذلك”.

بالداخل والخارج 

في عام 2006 شاركت نيكول في بطولة فيلمين، هما “1/8 دستة أشرار”، و”قصة الحي الشعبي”، وفي العام التالي شاركت في “عمليات خاصة” و”ليلة البيبي دول”، ثم “السفاح” عام 2009، وفي نفس العام شاركت في أول بطولة تلفزيونية لها بالمسلسل الكوميدي “عصابة بابا وماما” مع هاني رمزي.

وقالت نيكول أن مصر لها فضل كبير على موهبتها الفنية، وتعتبر نفسها النجمة اللبنانية الأولى في مصر، متابعة: “سيرتي الذاتية بها كل خطواتي عبر السنين الماضية منذ 1997.. وأعتقد بستاهل أكون النجمة اللبنانية الأولى في مصر”.

نيكول كان لها أعمال كثيرة خارج مصر، أشهرها تجربتها في الجزء الثاني من مسلسل “الهيبة”، لكن للآسف هو عمل لا تشعر نيكول أنه أنصفها، حيث تقول عنه: “دوري كان أقوى دور نسائي في كل أجزاء (الهيبة)، والذي تناوبت على بطولته كلا من ديمة قندلفت وسيرين عبد النور ونادين نسيب نجيم، وأنا اتفقت مع المنتج صادق الصباح على المشاركة في بطولة الجزئين الثاني والثالث، لكن لسوء الحظ منذ البداية جرى العمل على (تكسير مجاديفي)، سواء من خلال تسليط الضوء على ترتيب تواجدي في بوستر العمل أو حتى التتر”.

وتابعت بلهجة غاضبة: “في الحقيقة، كلهم لم يحبوني، وليس لهم فضل علي، وكان لابد أن يحترموا تجربتي والمجهود الذي بذلته، لكن للآسف أشعر بالخذلان”.

إشاعة ثم زواج

أشيع خبر خطبتها من الفنان ياسر جلال في مارس 2011، وتردد وقتها أن نيكول تثير بهذا الخبر غيرة حبيبها السابق الفنان اللبناني يوسف الخال، والذي انفصل عنها بسبب مشاركتها بفيلم “التجربة الدنماركية”، واستمر الانفصال من 2002 وحتى 2008، وعادا لبعضهما، وقررا في نفس العام الارتباط رسميا، ثم الزواج في ديسمبر 2011، بعد علاقة حب استمرت 10 سنوات، وبعد فترة خرجت نيكول لتؤكد أن صورها مع جلال كانت مجرد لقطات من مسلسل “نور مريم”، فلا أحد ينكر أن نيكول لم تنس حبها الكبير للخال، وهي أكدت كثيرا أن الفيلم لم يكن السبب الوحيد في الانفصال – على حد قولها - وعن تلك الفترة أشارت قائلة: “هناك ظروفا وضغوطا خارجية أثرت عليّ أنا والخال، وذلك لأننا كان شغلنا الشاغل وقتها بناء أسمائنا في المجال الفني، وكان قرارنا مشترك بالانفصال، وكأنه كان دفعة قوية لنا، وأصبحت الزعزعة صعبة في الحدوث بيننا، ورجوعنا كان قويا”.

ورزق الثنائى بابنتهما الأولى نيكول عام 2013، وأشارت أن ابنتها تطالبها دائماً بشقيق أو شقيقة، وأكدت نيكول – الأم - أنها تحب العائلة الكبيرة، لكن الموضوع بيد الله.

وأفصح الثنائي عن حبهما الشديد لأبنتهما نيكول الصغيرة، وأشارا إلى أنه لا يحدث تخبط حين ينادي يوسف اسم نيكول في المنزل، لأن هناك أسماء للتدليل خاصة بكل واحدة منهما.

وقالت نيكول: “أناديها توتي حيث كنت أدللها قائلة توتي فروتي، لذلك لا يحدث لبس عندما يناديها والدها”.

وأكدت أن الصورة الوحيدة الموجودة لأبنتهما على الإنترنت هي صورة مسربة بالخطأ، فهما لم يريدا الكشف عن شكل أبنتهما لأنهما يخشيان من التعليقات السلبية على صورة طفلة بريئة، ولا داعي لإقحامها في عالم السوشيال ميديا.