البحث عن عنوان.. وصورة !

الكاتب الصحفي هشام مبارك
الكاتب الصحفي هشام مبارك

بصراحة شديدة لم أكن أتوقع ردود الفعل الجميلة على مقالى الأول فى بوابة أخبار اليوم والذي جاء تحت عنوان دعوة للكتابة الديجيتال.

شكرا لكل من حرص على إبداء رأيه سواء بالاشادة أو المجاملة إن شئت الدقة، أو سواء بالنقد والتعرض لموضوع المقال وهو الأهم بالنسبة لأى كاتب يريد أن يعبر بالفعل عن الناس حتى يجدوا فى سطوره ما يجذبهم لإتمام القراء فى ظل منافسة شديدة بين الكتاب على جذب أكبر عدد من القراء يتابعونه فيما يكتب.لم تنقطع الاتصالات منذ نشر المقال حتى الآن، سواء تليفونيا أو الكترونيا عبر الانترنت بجميع وسائطه من فيس بوك وتويتر وواتس آب او ايميل وغيرها فشكرا جزيلا على كل ما تحيطونى به دائما من رعاية واهتمام وجبر خاطر.

ولأن القراء الأعزاء هم فعلا أصحاب الحق الأصيل فى هذه المقال أو غيره من المقالات، رأيت أن من حقهم توضيح بعض المسائل المهمة، منها أننى عندما قلت أن الكتابة الديجيتال هى المستقبل لم أكن أعني زوال الصحف الورقية نهائيا، على الأقل فى الوقت الحالى. لكن ما قصدته هو تراجع نسبة القراء.طبعا هناك قراء لا يتصورون أنه سيأتى يوم ممكن أن تختفى فيه الصحف الورقية تماما وربما لهم الحق فى ذلك وهم يستشهدون ببعض الأمثلة على أن أى وسيلة اعلامية جديدة تظهر للوجود لم تلغ ما سبقها من وسائل.نعم هذا حقيقى لكن دعونا نتصارح فيما بيننا.

هل مثلا نسبة من يسمعون الإذاعة المسموعة أو الراديو الآن هي نفس النسبة قبل اختراع التلفزيون.وهل عدد رواد السينما مثلا لم يتأثر بتلك الاختراعات التى تأتى لك بكل جديد فى عالم السينما فى بيتك دون عناء الذهاب لدور السينما باستثناء الأعياد باعتبارها موسم رواج للسينما و جو احتفالى يحرص فيه عشاق الفن السابع على متابعته فى مكانه الطبيعى؟ وهل لم تتأثر الصحف الورقية وتوزيعها بظهور المواقع الالكترونية التى تحمل لك كل جديد على موبايلك فى لحظة حدوثه، بينما ظلت الصحف الورقية تدور حول نفسها دون تطوير أو تحديث للمحتوى الإعلامي الذي يهم القاريء.

فكان من الطبيعى أن ينصرف عنها نسبة كبيرة من القراء خاصة أن غالبية الصحف والمجلات في مصر لم تعد عينها على رجل الشارع ومشاكله التى يعانى منها.

رسالتان من الرسائل التي لقيتها بخصوص هذا الموضوع تلقيتها من اصحاب الجنس الناعم,الأولى من القارئة الصديقة نورا ابراهيم تقول فيها: "بص بقى يا سيدى كل ما يشار إلى تحويل أو استبدال الصحف الورقية إلى إلكترونية يجعلنى بجد أشعر بالخوف، لأن المتعة كل المتعة في الورق الذي هو ملكك دون دخلاء, تطويها و تتحكم فيها كيف تشاء وتعود لها مرارا,تصول وتجول من صفحة لأخرى.ولكن إذا كان هناك مجالا آخر وتعدد وتنوع فهذا شيء جميل فالكاتب المفضل يسحل القارئ وراءه أينما كان ويبحث عنه وينتظر كل ما يكتبه,وليس صحيحا ان يكون دافع القراءة لمجرد الاستفادة بثمن الجريدة ولكن الارتباط بكتاب معينين وانتظارهم يوميا هو الرابط الوحيد وهو ما يميز جريدة عن أخرى.

والرسالة الأخرى حول نفس المعنى من القارئة الصديقة أماني الهواري وقد اكتفت بإرسال صورة التقطتها فى بيتها لثلاثة عشر نسخة ورقية من أعداد مختلفة لجريدة الأخبار وكتبت تحتها " دول ١٣ عدد الأيام إللي فاتوا مكنتش فاضية اقراهم, شوفت عنوانه فقط ولسه هقراهم.القراءة الورقية لها طعم تانى".

النقطة الثانية التي انتقدنى فيها القراء الأصدقاء هي عنوان المقال الثابت وكنت قد اخترت عنوان "على قد الفكرة"، ورغم ثناء البعض على العنوان إلا أن الأغلبية ممن حرصوا على إبداء رأيهم قالوا أنه ليس عنوانا جذابا خاصة لو كنت تستهدف جذب المزيد من القراء وليس فقط من يعرفونك مسبقا ويقرأون ما تكتبه بغض النظر عن العنوان.لذا واحتراما ايضا لهؤلاء الاصدقاء أقول أنه لا مانع عندى من تغيير العنوان ويمكن أن نعتبر "على قد الفكرة" عنوان مؤقت لحين العثور على عنوان أكثر جذبا.وهي فرصة للتوجه للأصدقاء بترشيح بعض العناوين التي يمكن ان تعبر عنهم ونختار منها عنوانا آخر.

أما ثالث الانتقادات فكانت فى صورة العبد لله المنشورة مع المقال، واحقاقا للحق ان الزملاء الأعزاء فى بوابة أخبار اليوم ومنذ الوهلة الأولى قالوا لرئيس التحرير أن الصورة لا تتناسب مع الديجيتال.

لكن لضيق الوقت نشروها على أمل أن نجد صورة تناسب النشر الديجيتال، وممكن أيضا أن نعتبرها صورة مؤقتة.

وعلى فكرة أعتز جدا بهذه الصورة وهي بعدسة الزميل الفنان اسامة منازع مصور دار اخبار اليوم المميز, لكن للأمانة أيضا هو التقطها لى فى المكتب على هامش مساعدته لى فى التصوير بمقاسات معينة مطلوبة لاستخراج فيزا دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وليست للنشر الصحفى بأى وسيلة.

لكن عرفت من الأصدقاء الأعزاء سواء فى البوابة أو خارجها أن عالم الديجيتال يختلف تماما عن الورقى فيما يناسبه من صور ومقاسات ولأنى كسول بطبعى في مسألة التصوير,فقد جندت كل اصدقائي للبحث عن صورة لى عندهم تصلح لعالم الديجتال, فوجدت صورا كثيرا عند الصديق العزيز صالح ابراهيم الصحفي الاقتصادي المرموق فى جريدة الوطن لكنها أيضا لا تناسب الديجتال.

ثم وجدت اخيرا واحدة لدي صديقى العزيز ضياء بخيت مدير اذاعة صوت أمريكا بواشنطن كان قد التقطها لى فى فيرجينيا منذ شهور قليلة وقد ارسلها لى مؤخرا وهي صورة رائعة من وجهة نظرى وجارى استشارة خبراء الديجيتال فى صلاحيتها للنشر وأظن أنهم سيجيز ونها.ضياء استهوته هواية التصوير بشكل كبير وأصبح يمتلك عددا من أدق وأحدث كاميرات التصوير فى العالم.وهو أول من لفت نظرى لعدم صلاحية الصورة المنشورة.

تبقى أيضا مسألة أخرى أود أن يشاركونى فيها القراء الأعزاء بآرائهم بعيدا عن المجاملات,هل من الأفضل تثبيت موعدا أسبوعيا لكتابة هذا المقال أم الأفضل الكتابة بدون موعد محدد أى بموعد عشوائي تحتمه الموضوعات التى يتم تناولها فى المقال؟

فى انتظار آرائكم واشكركم جميعا مرة اخرى,المختلف معى قبل المتفق، واتمنى أن يكون قلمي دائما عند حسن ظن الجميع.

على قد الفكرة!

[email protected]