عاجل

في الذكري الـ٩ لثورة٣٠ يونيو.. مصر شهد ثورة تكنولوجية كبرى..تفاصيل

ثورة تكنولوجية
ثورة تكنولوجية

كتبت: منى سراج

شهدت السنوات الـ9 منذ ثورة 30 يونيو، انطلاق ثورة تكنولوجية كبرى بدأت بالاهتمام بالتكنولوجيا الناشئة أو البازغة، وبالتحديد بعد عامين من قيامها، حيث حدث التحول الرقمى، وبدأ استخدام استراتيجيات الذكاء الاصطناعى، وفى 2019 وبعد مرور 6 أعوام جاءت قمة التطور، وأنشأنا استراتيجية قومية لمصر تبنتها وزارة الاتصالات بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، ثم وصلنا الآن إلى رئاسة مؤتمر تغير المناخ المجهز بتكنولوجيا السلاسل، والمزمع انعقاده نوفمبر المقبل بشرم الشيخ.

 

استطاعت مصر فتح آفاق جديدة لفرص التعاون والاستثمار، بين بلدان مختلفة على مستوى العالم، فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وشاهدنا إنشاء أقسام لكليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى داخل الجامعات المصرية، ومستشفيات ذكية تعمل بتقنيات إنترنت الأشياء، ومبانٍ لشركات تكنولوجيا ومبانٍ أخرى داخل العاصمة الإدارية صُممت بتقنيات الجيل الخامس والسادس، كما أصبحت مصر شريكة لكبرى الشركات العالمية فى هذا المجال مثل اميكروسوفت وجوجل وغيرهما.

 

الدكتور أشرف درويش، أستاذ الذكاء الاصطناعى يقول إن الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه السلطة كان مهتمًا بقطاع التكنولوجيا والمعلومات والتحول الرقمى، وحدث بالفعل الاهتمام بالتكنولوجيا الناشئة أو البازغة بعد قيام الثورة، ثم حدث التحول الرقمى واستراتيجيات الذكاء الاصطناعى ليصبح أهم نتائج ومخرجات الثورة، مشيرًا إلى أن استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعى فى  2019 اهتمت بدراسته وتـأثــيــره علـــى التطـــــبيقــات المختلفة فى قطاع الدولة مثل الرعاية الصحية والزراعة والصناعة والتعليم، فأنشأت مجلس التحول الرقمى للاهتمام بدور التكنولوجيا فى تنمية المجتمع، وبدأ يظهر التحول الرقمى ويدخل مع الحكومة الإلكترونية فى الفترة بين  2013 لـ2019، لكنه لم يأتِ مرة واحدة، وإنما دخل شيئا فشيئا وصولا لمفهوم الحوكمة الإلكترونية فى مختلف الوزارات.

 

أضاف أن قمة هذا التطور وضحت بعد إنشاء المجلس القومى للذكاء الاصطناعى، الذى ضم جميع قطاعات الدولة، وغطى المحاور الرئيسية مثل الصحة والتعليم والصناعة والزراعة وعلوم الفضاء، وبزغ دور الذكاء الاصطناعى فى حل المشكلات، والتدخل فى القطاعات لتسهيل التعاون مع القطاعات والوصول السريع للمواطن وتحقيق أحلامه، من خلال نظم ذكية تعتمد عليه فى مجال الرعاية الصحية، قادرة على التنبؤ بالأمراض، مثال الروبوت الذى يظهر فى المستشفيات الذكية، فينقذ المرضى من خلال إنترنت الأشياء، ويساعد الطبيب فى اتخاذ القرار سريعا، وفى علوم الفضاء دخلت مصر عالم الفضاء من خلال وكالة الفضاء المصرية التابعة لرئاسة الجمهورية، واستطاعت التنبؤ باكتشاف الفشل الذى يواجه الأقمار الصناعية فى أداء مهامها، أو حدوث أى عطل فى جزء من القمر الصناعى، وفى المجال الزراعى، حققنا أهداف الأمم المتحدة فى التنمية المستدامة، وفى الزراعة الذكية، والزراعة الدقيقة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى وعلى إنترنت الأشياء، الذى يكتشف الأمراض التى تصيب النباتات وتحللها، ثم تتنبأ بموعد جمع المحاصيل قبل تلفها، كما تحلل التربة وخصائصها، والمياه ونسبة تلوثها.

 

وقال درويش، إن مصر نجحت فى استخدام التوأمة الرقمية التى أحدثت ثورة فى عالم الصناعة، حيث تعتمد على تصنيع موديل صغير على جهاز الكمبيوتر للأجهزة المراد تصنيعها، ثم تربط هذا الموديل (بالطائرات وبالسيارات) الحقيقية من خلال إنترنت الأشياء، وبالتالى يتم تلاشى التكلفة الضخمة والأخطاء الجسيمة قبل وقوعها، ولم تغفل مصر دور الذكاء الاصطناعى فى التصدى لتغير المناخ، والتنبؤ بالفيضانات والأعاصير والأمطار، ولذلك رشحت مصر لرئاسة مؤتمر تغير المناخ، ودعت له فى نوفمبر القادم، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذا المؤتمر يضع مصر على أولى خطوات تطبيق اتكنولوجيا السلاسلب، الذى بدأ استخدامه فى اتفاقية المناخ المنعقدة فى باريس 2015، لإلزام الدول بتقليل الانبعاثات الحرارية، وإجبارها على اتباع نظام معقد يصعب التهرب منه، فتؤمِّن بيانات الدول فى التصدى لعميات تغير المناخ، وبذلك تصبح مصر غير بعيدة عن خطوات العالم المتقدم فى هذا المجال.

 

الدكتور شريف نافع، المدرس بقسم الصحافة فى كلية الإعلام، يحدثنا عن البحث العلمى الذى أعده فى جامعة القاهرة والحاصل على جائزة أفضل بحث علمى فى المؤتمر العلمى الدولى لكلية الإعلام جامعة القاهرة، الذى يرصد خطوات تنفيذ استراتيجية مصر الرقمية فى الإعلام الرقمى، فيقول إن جزءا من توجهات الدولة هو الاهتمام بملف الذكاء الاصطناعى، وقد تم إنشاء المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى، كما بدأت الجامعات الحكومية تهتم بما يثار عالميا، وتحولت كلية الحاسبات والمعلومات فى جامعة القاهرة إلى كلية الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى، وبات عدد آخر من كليات الحاسبات والمعلومات فى مصر يلحق بها، بسبب دور الذكاء الاصطناعى فى التأثير على مستقبل سوق العمل، وتوفير فرص عمل للشباب.

 

الدكتور ناصر الأعصر، الأستاذ فى جامعة مصر الدولية للعلوم والتكنولوجيا، يشير إلى أن عصر مصر الرقمية بدأ منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، واستخدم مصطلح الجمهورية الجديدة ليُطلق على الجمهورية الرقمية، فلهذا جاء التطوير لجميع المحافظات والكيانات وكل ما يخص الفكر التكنولوجي، ورقمية الهياكل التنظيمية داخل كل قطاعات الدولة، لتساعد المواطنين فى إنجاز مهامهم دون تعب وجهد مضاعف، كما توفر متخصصين فى التعاملات الرقمية، فخططنا كلها لمصر الرقمية، كما لا توجد ميكنة دون معاملات رقمية، وهذا بالفعل ما نحتاج إليه بعد انتهاء مرحلة التخطيط، لننجح فى فترة التنفيذ الحالية والمتمثلة فى التعاون بين الهيئات الحكومية وبعضها، وبين الهيئات الحكومية والمواطنين.