زينب إسماعيل تكتب: ايام الطاعة والتضحية لله

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

كل عام وأمة المسلمين بخير .. أيام قليلة  ويهل علينا عيد الخضوع لله والإستجابه لأوامره دون تعليل أو تفسير، ايام مباركة تذكرنا بأحوال سيدنا ابراهيم وسارة الزوجة العاقلة المحبة لزوجها وهاجر الزوجة المطيعة لأوامر زوجها ويكون سيدنا اسماعيل المستسلم لرؤية جاءت في منام أبيه بأنه يذبحه وتكون المكافأة بالفداء بالكبش العظيم وتكون هذه الأيام عيدا للمسلمين للعبرة والتفكر.. أذكر هنا السيدة هاجرخاصة وأن  الكتابات التي تحدثنا عنها قليلة الي حد ما ، ورغم اختلاف الروايات إلا أن بعض العلماء يؤكدون أنها كانت أميرة مصرية وعندما أتى الهكسوس ليحتلوا مصر استحوذوا على بلاط الملك ومن فيه فقتلوا الرجال واستبقوا النساء  وقرر الملك - الذي كان مولعا بالنساء- إطلاق سراح السيدة سارة وليبعث معها هاجر لأنها كانت على نهجها من العفة والإيمان .  وأيا كانت الآراء أو الإختلافات عن أصل السيدة هاجر إلا أن اختيار الله سبحانه وتعالى لتعيش تلك الفتاة المؤمنة في بيت النبوة الإبراهيمية مع زوجته سارة  كان لتهيئتها وتشريفها بمكانة عظمى وتأييدها بمعجزات تذكر إلى يوم الدين ..  كانت اللحظة الفاصلة في حياة أم العرب عندما أخبرها زوجها إبراهيم أن أمامهم رحلة طويلة إلى بلاد بعيدة ، وتستعد لتلك الرحلة أو الإمتحان ، ويتركها وولده في بقعة لا زرع فيها ولا ماء وتتعجب وتسأله: أتتركنا وتذهب؟ تقول له ذلك مرارا ولا يرد عليها سيدنا إبراهيم ، تكرر له : آلله  أمرك بهذا؟ هنا يرد ابراهيم : نعم . تقول له  في غير تردد: إذن لا يضيعنا.. هل فكرت يوما أن الله قد يبلينا وعند الإمتثال لبلوتنا نجد ان الله قطعا لن يضيعنا ،فما بالك بابتلاء هاجر ! إنها أسباب الله إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب وإن كانت قاسية..وهذا ما تعلمته من قصة السيدة هاجر، ففي السعي بين الصفا والمروه للبحث عن الماء.. تعلمت أنك قد تطرق أبوابا للرزق في جهه  والله قد كتب رزقك في جهةٍ لاتخطر لك على بال!  علمتني أن الله في فضله ورزقه كريم يُعطيك أكثر مما طلبت كانت تريد أن تروي عطش رضيعها  فأعطاها الله بئر زمزم يرتوي منها كل من حوله ، وزوار مكة  الذين يأتون اليها من كل فج عميق ! علمتني أيضا انك إذا انقطعت عن الناس  وانقطعوا عنك ، عطف الله عليك ومنحك من الأرزاق مالايمنحه لغيرك ! ماتت السيدة هاجر عن تسعين عاما ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام ماتت بعد أن تركت لنا مثالا رائعا للفتاة المؤمنة والزوجة المطيعة والأم الحانية وقد وفاها الله وأعظم ذكراها ودفنت بجوار بيته ،وجعل من ذريتها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وأفضل خلق الله.