أخر الأخبار

خيرى: بعد 7 سنوات من الألم والمعاناة تعالجت فى 4 شهور

30 يونيو ثورة الإنقاذ| المتعافون من «فيروس سى».. حكايات صحة وعافية

المتعافون من «فيروس سى».. حكايات صحة وعافية
المتعافون من «فيروس سى».. حكايات صحة وعافية

القضاء على «فيروس - c» كان هاجسًا أفكر فيه بعمق، وربنا أكرمنى أساهم مع أبناء بلدى لإنهاء هذا المرض فى مصر..

بهذه الكلمات أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى -خلال كلمته ضمن فعاليات المؤتمر والمعرض الطبى الإفريقى الأول- إلى النجاح الباهر الذى حققته الدولة فى حربها ضد فيروس سى، وأنه كان يأمل منذ عام 1992 أن يشارك فى رفع الألم عن مرضى هذا الفيروس.

 وبالفعل بدأ الرئيس حربه ضد الفيروس منذ توليه الرئاسة عام 2014، ووقتها تعهد وزير الصحة بالقضاء عليه داخل مصر بحلول عام 2020، وهو ما حدث بالفعل.. لتكون هذه هى الخطوة الأولى التى تلتها العديد من الخطوات فى طريق التأسيس لمنظومة صحية شاملة للمصريين.

تحت ظل شجرة الكافور، جلس «خيرى عبدالرحيم» يجفف عرقه بعمامته البيضاء ويستريح من عناء ومشقة حصاد القمح، فيومه كان طويلاً، قاسياً، شديد الحرارة؛ لكنه وبعد لحظات هدأت أنفاسه، ومر شريط ذكرياته سريعاً أمام عينيه، وفجأة ارتسمت البسمة على وجهه، وبدا فرحاً، سعيداً، شاكراً لله على نعمة الصحة، فالرجل الذى يتجاوز الستين من عمره، لا يصدق الفارق الكبير بين ما كان عليه فى الماضى وما صار إليه فى الحاضر، إذ لم يكن قادراً قبل 8 سنوات على مشاركة أبنائه فى حصاد القمح كما فعل اليوم.

فيروس الالتهاب الكبدى «C» -أو المرض اللعين كما يسميه «خيرى» وأهل قريته-، كان قد تمكن من جسده وأضعف قدرته وقوته، اكتشف خيرى إصابته بهذا الفيروس فى مايو عام 2007، ورغم أنه كان يعانى من أعراض ومضاعفات المرض قبل هذا التاريخ، إلا أن عناءه صار أشد خلال رحلة علاجه الأولى التى استمرت 7 سنوات -حتى عام 2014- وباءت بالفشل، مشيرا إلى أنه تابع مع كثير من الأطباء وتم إنهاكه واستغلاله كثيرا سواء فى الكشف أو التحاليل والإشاعات والعلاج، فصرف «تحويشة عمره»، لافتا إلى أن العلاج الذى كان متوفراً وقتها حقن «الإنترفيرون» -بخلاف بعض المنشطات- والتى كان يصعب الحصول عليها على نفقة الدولة إلا بعد فترة قد تتجاوز العام من تقديم طلب العلاج، وهو ما حدث معه بالفعل، وبعد أخذ جرعاته حدثت له انتكاسه كما حدث مع الكثيرين غيره.

فى مطلع العقد الماضى، بدأ الإعلان عن عقار أمريكى جديد يتم تجريبه لعلاج فيروس سى، يقول «خيرى» إن الأمل عاد إليه من جديد، لكنه صعق عندما علم بأن سعره يتجاوز مئات الآلاف من الجنيهات، وأنه من المستحيل على مزارع بسيط مثله الحصول على هذا الدواء الذى لا يمكن أن يمتلكه إلا الأثرياء.

لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أن جميع المصريين المصابين سيتم علاجهم بهذا الدواء بالمجان -بعد أن تم اعتماده والتأكد من فاعليته-.

حيث وجّه الرئيس السيسى فى عام 2014 بضرورة القضاء على هذا المرض اللعين الذى صار ينهش فى أجساد المواطنين، وعلى الفور قامت الدول بإدخال علاج «السوفالدى» الذى تم اعتماده فى 6 ديسمبر عام 2013، وبدأ استخدامه داخل مصر فى 16 أكتوبر 2014، ومن ثم جاءت مبادرة 100 مليون صحة للكشف عن فيرس سى.

يضيف «خيرى»: بدأت الملحمة المصرية للقضاء على فيروس سى، وكنت ضمن المتقدمين على موقع وزارة الصحة للحصول على العلاج على نفقة الدولة، ومنه تم تحديد موعد ومكان تلقى العلاج، حيث تم إجراء الكشف والتحاليل والحصول على جرعات الدواء من السوفالدى ونوع آخر معه، مستطرداً: استمرت رحلة العلاج هذه المرة 4 أشهر فقط، وبعد 4 أشهر أجريت تحليل PCR والحمد لله النتائج أظهرت شفائى التام..

بعد 7 سنوات تعالجت فى 4 شهور.

حققت مصر انتصاراً كبيراً فى مواجهة واحدة من أكبر المشكلات التى كانت تهدد الصحة العامة وهى التهاب الكبد الفيروسى «سى»، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أن مصر عالجت نحو 3 ملايين مصاب منذ عام 2014، وقال ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، إن هذا النجاح جاء بعدما وحدت جميع القطاعات الحكومية فى مصر جهودها لتنفيذ مبادرة «100 مليون صحة».

إقرأ أيضاً|ريموند شينازى مبتكر دواء فيروس سي: المعجزة تحققت.. والعالم تغير بعد «السوفالدى»