عبدالقادر شهيب يكتب.. أول يوليو ٢٠١٣

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

هذا كان يوما مهما وحاسما فى تاريخ البلاد .. فهو اليوم الذى بدأت فيه القوات المسلحة المصرية تتحرك من أجل إنقاذ البلاد من أزمتها عندما منحت الجميع مهلة لمدة ٤٨ ساعة لتدبر الأمر والتوصل إلى حل للأزمة يلبى مطالب المصريين الذين خرجوا بالملايين فى طوفان شعبى هادر اليوم السابق ٣٠ يونيو استجابة لدعوة حركة تمرد.

وموقف القوات المسلحة فاجأ وأغضب جماعة الإخوان التى ظلت تهون من شأن ما شهده يوم الثلاثين من يونيو وتأمل أن تمر الأيام  ويفتر حماس المصريين الرافضين لحكمهم وتهدأ الأمور ويستمرون فى السيطرة على البلاد.  

وقد كان هذا صحيحا بالفعل .. ومع ذلك فإن قيادة القوات المسلحة لم تتوقف عن محاولاتها التى بدأتها مبكرا لإقناع الرئيس الإخوانى بالاستجابة لما تطالب به الملايين من المصريين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة،  بطرح هذا المطلب لاستفتاء شعبى .. لذلك شهد يوم الأول من يوليو آخر لقاء بين وزير الدفاع ورئيس الجمهورية لإقناعه بأن الموقف جد خطير وأنه لا يمكن تجاهل الملايين الذين خرجوا للشوارع والميادين فى كل أنحاء البلاد فى اليوم السابق وكرروا ذلك فيما بعده  .. إلا أن الرئيس الإخوانى ظل متمسكا بما رددته جماعته من أكاذيب تهون من حشود الجماهير المطالبة بإنهاء حكم المرشد وتهول من تجمعات المعتصمين لدعم الحكم الإخوانى فى رابعة والنهضة .. وكل ما كان مستعدا للقيام به فقط هو إجراء تغيير لحكومة هشام قنديل والقبول بإجراء تعديل مستقبلى  فى الدستور وتنفيذ حكم القضاء فى أمر استعادة  النائب العام منصبه . وقد جاء ذلك بعد اتصال الرئيس الأمريكى أوباما به تليفونيا لمطالبته ببعض الانحناء للعاصفة الجماهيرية المصرية حتى تهدأ وتقديم بعض التنازلات للمعارضة للحفاظ على حكم الإخوان مستمرا . . بينما ظل مرسى ومعه كل قيادات الإخوان يرفض الاقتراح الذى طرحه عليه وزير الدفاع بإجراء استفتاء شعبى على الانتخابات الرءاسية المبكرة، وهو الاقتراح الذى استعان وزير الدفاع فى اليوم التالى برئيس مجلس الشورى ورئيس الحكومة وقتها وسليم العوا لإقناعه به دون جدوى.

وهكذا كان يوم الأول من يوليو عام ٢٠١٣ يوما حاسما فى تاريخ البلاد .. ففيه قضى الأمر وقررت القوات المسلحة أن تقوم بواجبها لحماية البلاد رغم ضغوط الأمريكان وتهديدات الإخوان وحلفائهم من التنظيمات الإرهابية الأخرى بتفجير عنف واسع فى كل أنحاء البلاد وليس سيناء وحدها فقط.