صباح الخميس

أحمد عباس يكتب: موبينيل- كليك- اتصالات إيجيبت

أحمد عباس
أحمد عباس

غيرت اتصالات مصر علامتها التجارية الي اتصالات &e، وحذفت اللون الأخضر تماما من العلامة واستعاضت عنه بالأحمر، سبب تغيير العلامة معروف لأصحاب العلامة أما مايخص اللون فلا أعرف أنا سبب، العلامة التجارية يجب أن تتغير ما ان تضع الشركة اهدافا جديدة وخطط توسعية وأطر أرحب واستراتيجية تواصل عبرها الشركة النشاط الحالي وتستحدث أنشطة جديدة وأحيانا من باب تجديد دماءها، والتغيير في اته شأن صحي جدا، أما اللون فأنا متحفظ عليه لا لانه لون مشابه مميز لشبكة منافسة حتى اذ لم يكن بنفس درجته القانية ولكن لانه جزء من شخصية الشركة على مدى ١٥ سنة مضت، لكن هو شأن داخلي جدا يمس أصحاب العلامة أنفسهم بلا شريك.


صحيح ان العلامة الجديدة تتضمن معان أكثر تخص الاستثمار الاستراتيجي للشركة وتعد بالدخول لمجالات متعددة الاتصالات جزء صغير منها والأكبر يخص التكنولوجيا وأنا أتفهم ذلك جدا، لكنها فقط معقدة على العميل النهائي جدا، فاتصالات- مصر ارتبطت مع العميل النهائي بلون أخضر زرعي مميز جدا وشعار صنع له ولاء على مدى عمر الشركة، لكن في نهاية الأمر لا يجب على العلامة أن تكون "لا حلوة ولا وحشة" هي فقط يجب أن تكون مُعبرة، وهذا في شأن التحديث الأخير الذي أدخلته الشركة على شعارها وعلامتها التجارية.


أما عني.. فالأمر ليس مفاجئا فالسوق المصرية اختبرت نفس التجربة من قبل مع علامتي الشبكتين الأولى والثانية، واحدة منهما حضرت مرحلة الاعداد لها في منتصف العشر الأخيرة وكانت بين مصر وفرنسا ذلك أن شركة اورنج "موبينيل" سابقا كانت مضطرة لتغيير علامتها التجارية بعدما استحوذت عليها بالكامل استثمارات فرنسية واصبحت هي المالك شبه الوحيد ومن حقها تبديل العلامة القائمة في سوق مصر الي علامة مقدرة في فرنسا والسوق الأوروبية، ولو أن هذه شئون تجارية أيضا يجري الاتفاق عليها خلال اتمام الصفقات اذا كانت بيع وشراء، أو تخارج أو توسيع محفظة أسهم أو استحواذ.


أما التغيير الأول فكان لعلامة زرقاء كُحلية اللون ومذيلة بورقة شجر خضراء كان اسمها كليك أسسها في تلك اللحظة الراحل الكبير محمد نُصير بعدما وضع البذرة لأول تليفون سيارة في مصر، المهم ان شركة انجليزية كبرى حلا في عينهيها الاستثمار في مصر في هذا المجال وقررت شراء الشبكة فصحبت هذه الخطوة حملة اعلانية ضخمة على كل الشاشات والصحف تقول فيها بوضوح ان "كليك" تغيرت.

وأما سوق الاتصالات.. فالسوق نضجت جدا واختبرت مسائل كثيرة خلال ربع قرن مضى هو عمر هذه الصناعة ولم تعد تهتز او تتأثر بتغيير علامة أو حتى انسحاب أخرى متى قررت احداهن الانسحاب حتى ولو انسحاب ناعم يتفرق بين بيع حصص أو السماح لسوق ما بادارة حصة سوق بلد آخر بعلامة تجارية جديدة.

المهندس أحمد يحي الرئيس التنفيذي لقطاع الأفراد بشركة اتصالات ايجيبت والذي جاء من خلفية استثمار انجليزي متلهف على تحقيق أرباح بأقل انفاق بدأ يعتاد طبيعة الاسثمار الخليجي الثقيل طويل الأمد، ثقل الاستثمار الخليجي قائم على فكرة ضخ الأموال بقوة والتحضر دائما لا يهم التحضر الى ماذا لكنه يجب ان يكون دائما متحضر، ولا يتعجل هذا النموذج استعادة عائدته في اللحظة، يسعى لتقديم خدمة أفضل وسمعة لا يضاهيها سمعة.

يبقى امام اتصالات ايجيبت مسألة هامة هي كيف تخلق ولاء حقيقي مع العملاء النهائيين من الافراد لعلامة أعتقدها صعبة قليلا على المستهلك " &e”، ولا أقول انه شأن مستبعد فالشركة خاضت تحديات طويلة ربما منذ محاولاتها الأولى لدخول السوق قبل ١٥ سنة، لما واجهت ادعاءات تشبع السوق، وارتفاع سعر رخصة التشغيل ومسائل فنية كثيرة ليس مجالا لتفنيدها، ونجحت.