30 يونيو الطريق إلى الجمهورية الجديدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شتان الفارق بين مصر قبل ثورة 30 يونيو، ومصر بعد ثورة 30 يونيو، الاختلافات واضحة كالشمس فى كبد النهار، فمن انهيار بمختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، إلى استعادة للريادة والهوية الوطنية، وتثبيت أركان الدولة والوصول إلى المحافل العالمية بشتى القطاعات.

وصل الاحتياطى النقدى لأرقام مخيفة، وتراجع الاحتياطى الاستراتيجى من السلع الغذائية، وعمت حالة من الفوضى الشارع المصرى، وجاءت ثورة 30 يونيو لتُعيد تماسك الدولة المصرية، وبناء الإنسان، وترفع الوعى، وتُكافح الشائعات التى أحبطت الحالة المعنوية للمصريين.

إقرأ أيضًا | نائب: الشعب المصري خرج في 30 يونيو عندما شعر بالخطر على بلده

تولت جماعة الإخوان "الإرهابية" حكم البلاد فى غفلة من الزمان، فشكلت تهديدًا غير مسبوق لكيان الدولة المصرية ومارست كافة أشكال أخونة مؤسسات الدولة، والاستبداد السياسى، وتحصين قرارات الرئيس بإعلان دستورى معيب، وسعت لزرع الانقسام داخل المجتمع وتعاونت مع جماعات إرهابية أخرى، وحاولت تنفيذ خطتها للتمكين معتمدة على تمثيلها بأعلى السلطة السياسية، وحاصر أعضاؤها قضاة المحاكم، وحاولوا إلغاء الأحكام النهائية التى نصت على حل مجلس الشعب، واتجهوا لإصدار قرارات إدارية لتسكين كوادر الإخوان فى المراكز القيادية بكل الوزارات والمصالح.

ثار المصريون ورفضوا حكم الجماعة المارقة، فخرجوا بالملايين إلى الشوارع فى مشاهد مهيبة، ضد تحركات المشروع الإخوانى المُختبئ خلف مفاهيم دينية مغلوطة، بعد أن تبين لجميع طوائف الشعب أن استمرار حكم الإخوان يُشكل خطورة شديدة على البلاد، ويعنى طمساً لهوية مصر، وضياع استقلالها الوطنى، فى مقابل مشروع وهمى لتأسيس الخلافة الإسلامية، وتحويل الدولة المصرية لولاية إسلامية.

وقفت القوات المسلحة المصرية، بقيادة وزير الدفاع "وقتها" عبدالفتاح السيسى، خلف المصريين، وكان لها الفضل الأكبر فى حماية الثورة، وتنفيذ مطالب جموع الشعب، وتعاهد الجميع "الجيش والشعب" على استعادة مصر من براثن تلك الجماعة السوداوية التى كادت تقضى على مستقبل البلاد.

ولأن "آفة حارتنا النسيان" كما ذكر الروائى الكبير نجيب محفوظ، فقد وجب علينا بعد مرور 9 سنوات على تلك الثورة المجيدة أن نُذكر بـ"غيضٌ من فيض" كيف كانت وكيف أصبحت مصر بعد ثورة 30 يونيو، لنتذكر سويًا "كنا فين وبقينا فين".