القرار| سيناء تجني ثمار 30 يونيو.. 700 مليار جنيه استثمارات في 8 سنوات

سيناء تجنى الثمار.. 700 مليار جنيه استثمارات
سيناء تجنى الثمار.. 700 مليار جنيه استثمارات

بعد ثورة 30 يونيو كان لشمال سيناء النصيب الأكبر من عنف الجماعة الإرهابية، اختار الإرهابيون سيناء لتكون مقراً لهم ونقطة ارتكاز لعملياتهم لسببين.

الأول جغرافياً حيث التضاريس الوعرة التى تجعل مطاردتهم مهمة شبه مستحيلة وتسهل لهم طريقة الاختباء، ولكونها متاخمة حدودياً مع قطاع غزة، وبينهما أنفاق متعددة تشكل مهربا ومنفذا لهم...

أما السبب الثانى فهو وجود عدد كبير من عناصر الجماعات التكفيرية الذين فروا وتجمعوا بها بعد الانفلات الأمنى الذى أعقب ثورة 25 يناير 2011.

هؤلاء تمكنوا من تشكيل بؤر إرهابية تمركزت فى 3 مناطق هى جنوب الشيخ زويد، والعريش، وشمال وجنوب رفح، وهى مناطق قريبة من الشريط الحدودى مع غزة ليتمكنوا من استخدام الأنفاق فى تهريب الأفراد والسلاح إلى سيناء، فى البداية استهدفت الجماعة المنشآت العامة مثل خط أنابيب الغاز أو شركات البترول، وذلك للضغط على الدولة المصرية وابتزازها بتحقيق وهم «عودة الرئيس المعزول»، وقد أعلنها صراحة القيادى الإخوانى محمد البلتاجى وهو على منصة اعتصام رابعة العدوية بأن «الأحداث التى تقع فى سيناء ستتوقف فى اللحظة التى يعود فيها محمد مرسي»، وهو التهديد الذى رفضته الدولة المصرية والشعب الثائر على حكم الإخوان، وبدأت سلسلة من التفجيرات والأحداث الإرهابية.

بعد ثورة يونيو شن رجال إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية حملات موسعة لتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، مثل عمليات «حق الشهيد1»، التى بدأت 8 سبتمبر 2015، واستمرت على أربع مراحل وانتهت عام 2017.

وكان من نتائجها القضاء على القدرات العسكرية لتنظيم «داعش» واقتحام أوكار الجماعات الإرهابية فى سيناء، ثم بدأت «العملية الشاملة» عام 2018 للقضاء على التنظيم نفسه وحققت الدولة نجاحا كبيرا فى هذا الملف، وتزامنت عمليات التطهير المصرية مع عمليات واسعة للتنمية وكان الإصرار على تزامن التعمير مع الحرب على الإرهاب حتى تحقق الدولة هدفها.

مصر أصبح لديها خبرة طويلة فى مكافحة الإرهاب وقدمت رؤيتها للعالم، ونجحت إلى حد كبير فى تقليص خطورة التنظيمات الإرهابية إلى الحد الأدنى والدليل على ذلك هو انخفاض عدد العمليات الإرهابية التى تمت خلال العامين الماضيين أقل بكثير من عدد بداية حملة التطهير، فعلى سبيل المثال شهد العام 2016 عدد 598 عملية مختلفة القوة، هذا العدد تقلص عام 2017 إلى 328 عملية، ومع بدء العملية الشاملة لمواجهة الإرهاب فى سيناء تقلص هذا العدد إلى حد كبير وأصبحت فى 2022 لا تتجاوز عملية أو اثنتين على أكثر تقدير لكن الطريق للنجاح بعد ثورة 30 يونيو لم يكن مفروشا بالورود بل بالدماء والتضحيات الكبرى.

هذا النجاح الأمنى دفعت مصر ثمنه غاليا من أرواح الشهداء والمصريين ولأول مرة يتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حفل إفطار الأسرة المصرية فى أبريل الماضى عن عدد الشهداء الذين سقطوا خلال المواجهات الأمنية مع الإرهابيين بين عامى 2013 و2022 وأشار إلى أن عدد الشهداء بلغوا 3277 شهيدا، إضافة إلى 12 ألفا و280 مصابا، موضحا أن المصاب هنا هو الذى أصيب إصابة تعقيه عن العودة مرة أخرى».

تجاوز حجم الاستثمارات، التى تم تنفيذها خلال السنوات الماضية والتى لا تزال الدولة تنفذها فى شبه جزيرة سيناء وإقليم قناة السويس 700 مليار جنيه لتنفيذ 350 مشروعاً فى 8 سنوات ليؤكد رؤية الدولة فى الإسراع بعمليات التنمية فى هذه البقعة الغالية. وشهدت سيناء تخطيط وإطلاق وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية على كل القطاعات منذ إطلاق مشروع تنمية سيناء لتتواصل على أرض سيناء إنجازات الدولة وكان آخرها افتتاح عدد من المشروعات القومية لتنمية شبه جزيرة سيناء، أبرزها نفق الشهيد أحمد حمدى 2 وأنفاق الإسماعيلية بالإضافة إلى استبدال المعديات القديمة بكبارى متحركة وكان ذلك بمثابة شرايين حياة جديدة ربطت بين الدلتا وشبه جزيرة سيناء، ليسهل انتقال المواطنين من وإلى غرب القناة فى دقائق بدلاً من ساعات طويلة من الانتظار وكذلك نقل البضائع ومستلزمات التنمية مما ضاعف فرص الاستثمار والعمل بسيناء كما شملت التنمية فى سيناء العديد من المشروعات الكبرى منها.

محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر إنجاز جديد يضاف إلى إنجازات الدولة المصرية خلال فترة تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، منذ ما يقرب من 8 سنوات، وفى هذه المرة يُسجل الرقم بموسوعة الأرقام القياسية العالمية «جينيس» كونه المشروع الأضخم بالعالم فى هذا المجال ألا وهو محطة معالجة مياه بحر البقر والتى افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى تعد واحدة من أكبر محطات معالجة المياه على مستوى المنطقة، بتكلفة حوالى 20 مليار جنيه وبطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب فى اليوم من المياه المعالجة ثلاثياً سيتم نقلها إلى أراضى شمال سيناء لتسهم فى استصلاح 400 ألف فدان باستخدام مياه ترعة السلام بمنطقة شمال سيناء وخلق مجتمع زراعى صناعى تنموى جديد ومتكامل، وتقوية وتدعيم سياسة مصر بزيادة الإنتاج الزراعى، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة.

إقرأ أيضاً|الفقيه د. خفاجي يستعرض 6 مراحل خطيرة لتاريخ الجماعة الإرهابية منذ 1928