خالد ميري يكتب: أيام خالدة

خالد ميري
خالد ميري

لا تتشابه التواريخ.. هناك أيام تظل خالدة فى ذاكرة الشعوب.. وكلما مرت السنوت تزداد بريقًا ولمعانًا كالذهب والمعادن النفيسة.
يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ سيظل أحد أهم الأيام فى تاريخ مصر الحديث.. يوم خرج ملايين المصريين إلى الشوارع يدافعون عن حياتهم وهويتهم ووطنهم، يوم كان الجيش الوطنى على الموعد يحمى الشعب ويستجيب لإرادته وحده، يوم كانت مصر على موعد مع زعيمها رجل الأقدار الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى انحاز لشعبه وحده.. وكان بيان ٣ يوليو إعلانا لبداية عهد جديد وجمهورية جديدة.

بعد ٩ سنوات نستعيد الأيام الخالدة ونحن نرفع رؤوسنا عالية، لقد كنا هناك فى ميدان التحرير وسط الحشود الهادرة، نرفع شعار إسقاط حكم المرشد بعد أن عشنا مع جماعة إخوان الإرهاب العام الأسوأ والأسود فى تاريخ مصر الحديث.

ذاكرة الشعوب ليست دائما كذاكرة الأسماك.. مازلنا نتذكر كيف فقدنا الأمن وكنا نضطر للنزول للشوارع لنحمى بيوتنا.. نتذكر العام الأسود الذى ساد فيه الحزن والاكتئاب والقلق وجافى فيه النوم عيوننا وكنا نرى المستقبل ضبابيا لا زرع فيه ولا ماء، نتذكر طوابير البنزين وخناقات الشوارع وجرائم الخطف والعودة للمبة الجاز، نتذكر أيام الكراهية والانتقام والقتل لأتفه الأسباب، مصر التى كانت على شفا حرب أهلية تهدد باقتلاع اليابس الذى تبقى بعد أن اختفى اللون الأخضر من حياتنا.. مصر التى كانت ملعبا لجماعات الإرهاب والقتل ومسرحا لعمليات أجهزة المخابرات العالمية، مصر التى كانوا يريدون تقسيمها ودفن تاريخها وتشريد شعبها.

لكن التاريخ علمنا أن مصر يمكن أن تمرض لكنها أبدا لا تموت.. هب شعبها يدافع عن نفسه ووطنه.. وخرجت الملايين بطول مصر وعرضها تهز الأرض وتعلن إرادتها، وكان رجال الشرطة على العهد والوعد حماة للشعب.. وانحاز الجيش الوطنى الذى نباهى به العالم لشعبه وحده، وتواصل المد الشعبى والثورى حتى أعلن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع وقتها انتصار إرادة الشعب وخارطة المستقبل فى بيان ٣ يوليو.
هذه مصر مازالت قادرة على أن تفرض إرادتها وتُعلم العالم.. مهد الحضارة استعادت إرادتها من براثن وأفواه الإرهاب وإخوانه وقالت كلمتها عالية بإرادة شعب حر أصيل وجيشه القوى الأمين.

نحتفل اليوم بثورتنا ومصر مع زعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسى تبنى قواعد المجد وتضع الأساس المتين لجمهوريتها الجديدة.. جمهورية توفر الحياة الكريمة لشعبها.. مشروعات عملاقة تشق الأرض وتبلغ عنان السماء من جنوب مصر لشمالها.. مشروعات زراعية وصناعية ومدن جديدة وطرق وأنفاق وكبارى وقناة سويس جديدة، مشروعات توفر ملايين فرص العمل.. إصلاح اقتصادى كان دواء مرا ولكنه نجح بإرادة الشعب لنجتاز بنجاح أزمة كورونا ونقف على أرض صلبة فى مواجهة أثار  الحرب الروسية - الأوكرانية التى تهز العالم.

إصلاح الصحة والتعليم ورعاية الشباب والأطفال والمرأة وكبار السن.. مصر للجميع وبناء البشر يسبق بناء الحجر، وجيش قوى يحتل المرتبة ١٢ عالميا يحمى الحدود ويشارك فى البناء والتعمير.
هذه مصر الجديدة لمن كان له قلب يرى.. هذه جمهوريتنا الجديدة على طريق المستقبل تسير بخطوات واثقة.
حفظ الله مصر وجيشها وزعيمها.