لم يسلم منهم أحد !

كرم جبر
كرم جبر

1- الرئيس جمال عبد الناصر: لم يكن إخوانياً، ورغم ذلك حاول احتواءهم وتحقيق مطالبهم فى بداية الثورة، ولما أدرك أنهم يريدون السلطة والحكم كان عنيفاً فى مواجهتهم، لذا ظل الثأر التاريخى يحكم العلاقات بين الطرفين، ورغم محاولات بعض الناصريين المصالحة والتحالف مع الذئاب بعد أحداث 25 يناير، إلا أن ما فى القلب فى القلب، ولم «ينزاح» أبداً العداء التاريخي، وقالها مرسى «الستينات وما أدراك ما الستينات».

2- الرئيس السادات: اقترب منهم وأطلق على نفسه لقب «الرئيس المؤمن»، وظن أنهم سيردون له الجميل، ولم يفق إلا بعد الصدام العنيف فى أحداث الزاوية الحمراء سنة ١٩٨١، فخرج فى خطاب علنى يصب عليهم غضبه، وقال عبارته الشهيرة «‬أنا كنت غلطان».
اغتالوه يوم الاحتفال بذكرى الانتصار العظيم فى 6 أكتوبر 1981، وانطلقت ذئابهم تقتل وتحرق خصوصاً فى أسيوط والصعيد، ولكن كانت إرادة الله فوق أيديهم وأفلتت البلاد من مصيدة الدم والنار، فأدخلونا فى أحداث الإرهاب التى روعت البلاد فى الثمانينات.

3- الرئيس عبد الفتاح السيسى: خلَّص البلاد من عصابة إرهابية شرسة، وأسوأ من أى احتلال واجهته مصر فى تاريخها، جاءوا لمحو هوية الوطن وحضارته، وإدخاله حظيرة الجلادين والسيف والكرباج، وظن رئيسهم المعزول أنه فوق الدستور والقانون والدولة.. ولكن كانت إرادة الله فوق أيديهم، وعادت مصر لنفسها وشعبها.

4- كان مستحيلاً أن يصدق المصريين أن بلادهم كانت تحتضن مثل هذا الوحش الشرس، لولا أن شاهدوا بأعينهم ما يحدث من أعمال إرهاب وعنف وترويع، فانتزعهم الشعب قبل أن يغرسوا أنيابهم وأظافرهم فى عنق الوطن.
لم يفهم الإخوان أن قوة مصر فى قبولها الآخر، من علمانيين وناصريين وشيوعيين ويساريين وتيارات سياسية مثل ألوان الطيف، ومارسوا سياسة الإقصاء والإبعاد والتصنيف والتفرقة، وكانوا متعجلين جدا لالتهام كعكة السلطة بأقصى سرعة، فتوحدت ضدهم كل فصائل المجتمع، لأن مصر أكبر من أن تحتلها جماعة وأقوى من أن يقهرها تنظيم.

5- لم يفهم الإخوان لماذا حقق رصيد كراهية المصريين لهم رقماً قياسياً، رغم أن حكمهم لم يستمر أكثر من عام، ولا لماذا خرج المصريون بالملايين فى 30 يونيو، وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم حتى يستردوا بلدهم؟
كان خطر الإخوان مخيفاً، عندما حاولوا تمزيق النسيج الوطني، المتمثل فى التسامح والمحبة والعيش الآمن، بين مختلف الثقافات والأجناس والبشر، فمصر تحتوى المسلم والمسيحى واليهودي، والسورى والعراقى والسوداني، والبيض والسود، وكانت نهاية الإخوان عندما عمدوا الإقصاء والإبعاد فتم إقصاؤهم.