بدء قمة حلف الناتو في مدريد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انطلقت منذ قليل أعمال قمة حلف الناتو التي تستضيفها العاصمة الإسبانية مدريد اليوم الأربعاء 29 يونيو.

وقال السكرتير العام للحلف ينس شتولتنبرج في تصريحات سابقة إن هذه القمة ستكون «تاريخية» .ووفقا لتقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، فإن التحالف يواجه خمس قضايا هى الأكثر إلحاحًا.

القضية الأولى هى تجنب التصعيد فى حرب أوكرانيا، فالناتو وهو أقوى تحالف عسكرى فى العالم ، لا يريد خوض حرب مع روسيا. فقد ذكّر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الغرب مرارًا وتكرارًا بأن لديه ترسانة نووية ضخمة، ومن ثم فأى اشتباك على مستوى منخفض عبر الحدود يمكن أن يتصاعد بسرعة ويخرج عن نطاق السيطرة.

لذلك فإن التحدى الأكبر هو كيفية مساعدة أوكرانيا فى الدفاع عن نفسها دون الانجرار إلى القتال نفسه. وسيكون على قمة مدريد تحديد مدى المساعدة العسكرية التى يمكن أن تقدمها دول الناتو وإلى أى مدى.

تتمثل القضية الثانية فى الحفاظ على الوحدة الغربية فى دعم أوكرانيا، ويعتبر التقرير أنه لو كانت روسيا قد هاجمت دونباس فقط ولم تقم بغزو أوكرانيا بأكملها من ثلاث جهات، فمن المحتمل أننا لم نكن قد رأينا مثل هذه الوحدة الاستثنائية فى رد الغرب.

ورغم الاتفاق النظرى على دعم أوكرانيا، هناك انقسامات فى التحالف الغربى حول مدى معاقبة روسيا ومقدار الألم الذى يمكن أن تتحمله الاقتصادات الغربية.فقد اتُهمت ألمانيا بالتباطؤ فى تسليم الأسلحة الموعودة بينما رفضت المجر، بقيادة رئيس وزراء على صلة وثيقة بالرئيس بوتين، التوقف عن شراء النفط الروسى. على الطرف الآخر فإن تلك الدول التى تشعر بأنها الأكثر تهديداً من قبل موسكو، وبالتحديد بولندا ودول البلطيق، تضغط من أجل المزيد من التعزيزات من الناتو على حدودها.

أما القضية الثالثة فهى تأمين دول البلطيق. هذه المنطقة مرشحة لأن تكون بؤرة ساخنة بين الناتو وروسيا. فقد هددت روسيا هذا الشهر «بإجراءات مضادة عملية» بعد أن منعت ليتوانيا بعض البضائع الروسية المطبق عليها عقوبات أوروبية ، من المرور على أراضيها فى طريقها إلى منطقة كالينينجراد الروسية فى البلطيق.


وانتقدت حكومة إستونيا الناتو لعدم استعداده لغزو روسى عبر الحدود. وتتحدث الإستراتيجية الحالية للناتو عن استعادة الأراضى الإستونية خلال ١٨٠ يوما من غزو روسى فعلى، وهو ما تعتبره استونيا فترة كافية «لمسح البلاد من الخريطة».


وتركز القضية الرابعة على السماح لفنلندا والسويد بالانضمام للحلف، بعد أن قررت الدولتان التخلى عن حيادهما والانضمام إلى الناتو، الذى يرحب بهما بأذرع مفتوحة ، لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فتركيا، وهى عضو منذ عام 1952، تعارض ذلك على أساس أن كلا البلدين الاسكندنافيين يؤويان انفصاليين أكرادا تعتبرهم تركيا إرهابيين.

ولكن نظرًا لأن فنلندا والسويد مهمتان جدًا بالنسبة للناتو، فسيتم بذل كل جهد لإيجاد طريقة للتغلب على اعتراضات تركيا. وبمجرد انضمامهم ، سيصبح بحر البلطيق فعليًا «بحيرة الناتو» ، تحدها ثمانى دول أعضاء ، مع نظام دفاع جوى مشترك ونظام صاروخى متكامل.


القضية الخامسة هى الارتفاع العاجل فى الإنفاق الدفاعى. ففى الوقت الحالى، يتعين على أعضاء الناتو إنفاق 2٪ من ناتجها المحلى الإجمالى السنوى على الدفاع، لكن لا تلتزم كل الدول بذلك. كما أن الارتفاع الحاد فى الأسعار العالمية للغذاء والوقود، فى أعقاب الوباء، جعل الميزانيات حرجة بالفعل. وقد يكون تخصيص المزيد من الأموال للدفاع غير محبوب محليًا عندما يكون هناك الكثير من المطالب الملحة الأخرى على الإنفاق الحكومى. لكن القادة العسكريين يحذرون من أنه إذا لم يعزز الناتو أمنه الآن ، فإن تكلفة المزيد من العدوان الروسى فى المستقبل ستكون أكبر بلا حدود.