أسئلة مشروعة

أسامة عجاج
أسامة عجاج

قد لايتوقف هذا الماراثون السياسى، الذى تشهده المنطقة العربية، حتى القمة الأمريكية العربية المصغرة فى جدة منتصف الشهر القادم، فخلال أقل من أسبوع زادت وتيرة الاتصالات بين قادة الدول العربية التسعة دول الخليج ومصر والأردن والعراق المدعوة للمشاركة، العنوان الأبرز له، البحث فى موقف عربى موحد إزاء القمة مع بايدن، المطروح على القمة العودة إلى الرؤية الأمريكية الذى لم يستطع ترامب، تمريرها، وهو إنشاء «ناتو إقليمى» يضم الدول المشاركة ، بدعم أمريكى، وهو ماكشف عنه ملك الأردن، وقد لا تكون لدى إجابة قاطعة عن مستقبل المشروع، وسأكتفى بطرح تساؤلات قد تفيد فى التوصل إليها، وأبدا بمصر، ولديها تحفظ تاريخى على الدخول فى أى تحالف إقليمي، واكتفت بالجانب المعلوماتى والدينى من خلال الثقل الإسلامى للأزهر فى التحالف ضد داعش، وكانت مشاركتها محدودة فى تحالف استعادة الشرعية فى اليمن، بما يتوافق مع مصالحها فى إبقاء الملاحة، والحفاظ على أمن البحر الأحمر وباب المندب، والتى تؤثر بالضرورة على عمل قناة السويس، وإذا كان الهدف من التحالف الجديد هو مواجهة ايران، فليس هناك موقف موحد - حتى خليجى - من ذلك، فدول مثل سلطنة عمان وقطر والكويت، حريصة على علاقاتها مع طهران.

كما أن هناك حوارات تتم برعاية عراقية، بين الرياض وطهران، والتطورات فى العراق، قد تنهى دور مصطفى الكاظمى، ليتولى هادى العامرى رئاسة الوزراء، هو أحد حلفاء ايران وقائد لميليشيا الحشد الشعبى الموالية لها، ومن الصعوبة أن يصطف فى تحالف ضدها، وتساؤل آخر ماذا لو تم التوصل إلى اتفاق بين مجموعة خمسة زائد واحد وطهران حول البرنامج النووى؟ هل سيظل الموقف الأمريكى من العداء ضد ايران على حاله، تساؤل رابع، أين إسرائيل من ذلك التحالف، وهى لا تخفى عداءها لايران، وتهدد بالتحرك المنفرد لإجهاض المشروع النووى الإيرانى، وأخيرا، وماذا عن القضية المركزية للعالم العربى القضية الفلسطينية، خاصة وأن بايدن والذى سيزور إسرائيل وبيت لحم، وسيلتقى مع الرئيس محمود عباس ليس لديه ما يقدمه للفلسطينيين، ولم يفى بوعوده لهم بعد عام ونصف، من وجوده فى البيت الأبيض، ظنى أن المشروع مصيره الفشل.