العالم يتقشف

سليمان قناوي
سليمان قناوي

وحد التضخم وارتفاع الأسعار الكون.عالم أول وثانى وثالث أصبح يعيش على التقشف ويعانى ضيق المعيشة. البريطانيون حذفوا وجبة من وجباتهم الثلاثة. هيئات المعاشات فى اكثر من دولة فى العالم الاول تراجعت عن وعودها بزيادة المعاشات لمواجهة الغلاء. بنوك الطعام فى اوروبا تتعرض لضغوط لم تواجهها منذ 20 عاما لشدة الفقر، هناك 15 مليون اوروبى يقفون على ابواب بنك الاغذية التابع لصندوق المساعدات الاوروبية طلبا للوجبات.

المانيا صاحبة أقوى اقتصاد فى اوروبا حددت زجاجة زيت واحدة وكيس دقيق لكل مواطن لقلة الموجود وزيادة سعر زيت الطعام بنسبة 100% والمكرونة 20%.كما نصحت مجلة «فوكس» قراءها بالتوقف عن شراء زجاجات المياه وشرب الماء من الحنفيات وشراء المنتجات المحلية فقط ومتابعة عروض التخفيضات. الامريكيون ايضا يعانون ارتفاعاً حاداً فى اسعار اللحوم.

ونصحتهم وكالة بلومبرج بأن يتحولوا للنمط النباتى بالاعتماد على الخضراوات والبقوليات كبديل للحوم، والاستغناء عن السيارات الملاكي، واستخدام وسائل النقل العام، واعادة التفكير فى الانفاق على الحيوانات الاليفة. وشعار اسبانيا الان «مفيش بقالة» حيث تعانى من نفاد امداداتها من الذرة وزيت عباد الشمس. واستغنى الفرنسيون عن سياراتهم الخاصة وبدأوا استخدام وسائل النقل العام او الدراجات لارتفاع اسعار الوقود. كما تداولت مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو يصور تهافتا على زجاجات الزيت فى متجر فرنسى بسبب نقص المعروض منها.

وهكذا ضرب الغلاء الجميع، صحيح ان مسألة التقشف نسبية، فهناك فرق بين من حذف وجبة من اللحوم او الدواجن ومن حذفها وهى من الفول والطعمية، لكن بات الجميع يقتصد، ضغطت معظم الاسر المصرية مصروفاتها الى اقصى حد وعدلت من عاداتها الغذائية ولو بالتقليل حتى من أكل العيش (آخر من تبقى لهم من طعام رخيص) والحمد لله أن حالنا افضل مما وصفه المقريزى فى كتابه «إغاثة الأمة بكشف الغمة» عن استشراء الغلاء فى عهد الدولة المستنصرية فيقول: «انتهب الخبز من الأفران والحوانيت، حتى كان العجين إذا خرج إلى الفرن انتهبه الناس فلا يحمل إلى الفرن ولا يخرج منه إلا ومعه عدة يحمونه بالعصى من النهابة، فكان من الناس من يلقى نفسه على الخبز ليخطف منه ولا يبالى بما ينال رأسه وبدنه من الضرب لشدة ما نزل به من الجوع». وقى الله شعب مصر شرالعوز.