ثورة ٣٠ يونيو وإعادة بناء مصر

شريف رياض
شريف رياض

يحتفل المصريون غداً بالذكرى التاسعة لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، التى أنهت الأيام السوداء التى قضيناها تحت حكم الإخوان، وغيرت وجه الحياة فى مصر بكل تفاصيلها، وأتاحت لنا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الانطلاق نحو إعادة بناء مصر، ووضع أسس الجمهورية الجديدة التى تنقل مصر إلى مصاف الدول الكبرى بكل ما تتمتع به من تفوق عسكرى واقتصاد قوى، يحقق الأمل والاستقرار والرفاهية لشعوبها.

٣٠ يونيو كانت وبحق ثورة شعبية غير مسبوقة فى تاريخ العالم، وفى تاريخ مصر بالطبع، فمع كل تقديرى لثورة يوليو ٥٢، فقد كانت ثورة للجيش أيدها الشعب، أما ثورة ٣٠ يونيو فكانت ثورة شعبية ساندها الجيش.

كل ما عانت منه مصر فى سنوات الاحتلال البريطانى تحت النظام الملكى يتضاءل أمام أخطار حكم الإخوان، التى تأكدت فى العام الأول لتوليهم السلطة.. وعندما أدرك الشعب أنهم لو استمروا فى الحكم لضاعت الهوية المصرية للأبد، وتفتت عناصر الدولة، وأصبحت مصر بتاريخها وحضارتها مجرد إقليم فى الدولة الإسلامية الكبرى التى كان يخطط لإقامتها الإخوان.. بدأ التحرك الشعبى لاسقاط حكمهم.. تحرك بدأ من الشارع بجمع أكثر من ٣٠ مليون توقيع للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان.. ثم جاءت استجابة الجيش لرغبة الشعب عبر بيان ٣ يوليو، الذى أنهى سيطرة الإخوان على الحكم، وعطل العمل بالدستور الذى وضعوه، وسلم السلطة للرئيس المؤقت المستشار الجليل عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا فى ذلك الوقت.

وبعد أقل من عام استجاب وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى لرغبة الشعب، وخاض انتخابات الرئاسة تحت مظلة دستور ٢٠١٤، وفاز باكتساح، وأدى اليمين الدستورية فى ٨ يونيو ٢٠١٤.

ومنذ اليوم الأول لتوليه السلطة، وحتى الآن، لم يهدأ لحظة فى سبيل تعويض مصر كل ما فاتها والانتقال بها إلى مرحلة جديدة تماماً فى تاريخها.. فبدأنا نشهد طفرة غير مسبوقة فى مشروعات البنية التحتية والنقل (الطرق والكبارى والانفاق ومشروعات الطاقة النووية والشمسية ومحطات الكهرباء العملاقة ومحطات المياه والصرف الصحى) وزراعة ١٫٥ مليون فدان ومشروع الدلتا الجديدة فى الصحراء الغربية.

وبدأ التخطيط للمستقبل بإنشاء عاصمة إدارية جديدة شرق القاهرة، ومدن جديدة فى أغلب المحافظات، لاستيعاب الزيادة السكانية المطردة، ومن بينها مدن مليونية تخلق حياة جديدة فى مناطق كانت منسية تماماً.

طفرة أخرى تحققت فى تطوير الريف والقرى الأكثر فقراً، من خلال مشروع حياة كريمة الأول من نوعه فى العالم، وتطوير المناطق العشوائية بالمدن، بإزالتها بالكامل ونقل سكانها لمساكن حديثة آدمية، ومشروعات التعليم والصحة.

وعلى المستوى الخارجى أصبحت مصر تحظى بتقدير واحترام دولى، بعدما أصبحت قوة لا يستهان بها، وجيشها بين أقوى ١٠ جيوش فى العالم، وهى الآن الرقم الصعب الذى لا يمكن تجاهله فى أى قضية دولية.

صحيح أن مصر تعرضت لأزمتين نتيجة ظروف طارئة خارجة عن إرادتها، وهما أزمة وباء الكورونا، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها حتى الآن - والحمد لله - متماسكة وقوية والمخزون الاستراتيجى من السلع الأساسية مطمئن، وبفضل قيادتها الواعية ستتجاوز أى صعاب مستقبلية.. المهم وعى الشعب وثقته فى قيادته والوقوف خلفها صفاً واحداً.