مجدي عصام يكتب: جهازنا الوطنى.. شكرًا

مجدي عصام
مجدي عصام

الكثير منا لا يعرف معنى كلمة الأمن والأمان، ولكن الكلمة تُعبِّر عن الكثير والكثير.. تلك الكلمة تعنى مجهودات جبارة، وجهدًا خارقًا، ودماءً زكية، يدفعها رجال مخلصون بالعمل طوال 24 ساعة فى اليوم، جفونهم لا تغفل، وأبدانهم لا تكل ولا تمل، وشرايينهم تضخ من الوريد، حتى يحصل الشعب المصرى على تلك الكلمة التى يفتقدها عددٌ لا بأس به من دول العالم حاليًا.. رجال الجيش والشرطة هم درع الوطن وسيفه، الذين يحمون كل شبرٍ فيه بأرواحهم ودمائهم الطاهرة، وستظل أسماؤهم خالدةً فى سجلات التضحية التى يُدونها التاريخ فى صفحاته ناصعة البياض.. وهناك رجالٌ يعملون فى صمت، دون الكشف عن هويتهم، وهم رجال الأمن الوطنى الذين يقومون بدورٍ فعَّال فى فضح المؤامرات الخارجية والداخلية التى يُدبِّرها قيادات الجماعة الإرهابية الهاربون فى الخارج من أحكام قضائية أدانتهم على جرائمهم بحق الوطن والشعب.

نعم، هؤلاء الرجال لا يخشون شيئًا إلا الله، عز وجل.. لقد قام الأمن الوطنى، خلال الأعوام الأخيرة، بالعديد من الضربات الاستباقية المُوجعة المُوجَّهة ضد جماعة الإخوان الإرهابية، ومن الضرورى عدم نسيان الماضى، واتخاذه دافعًا لإعادة ترتيب الأوراق، وحافزًا للتقدُّم للأمام..
"الأمن الوطنى" 
 كان "مارس 2011" شهرًا أسود على "جهاز أمن الدولة"، فقد تم اقتحامه على يد مجموعة من جماعات الإخوان الإرهابية وفى تلك المرحلة الصعبة ظلت "مصر"، منذ الخامس من مارس 2011، حتى 5 مايو من ذات العام، دون جهاز أمن دولة، 60 يومًا و"مصر" العظيمة دون جهاز أمنٍ داخلى، طفى فيها على السطح مجموعة من التنظيمات الإخوانية المُسلَّحة التى تربَّت على العنف والتطرُّف، وبدأنا نسمع عن "حركة صامدون"، و"حركة أحرار"، و"حركة حازمون"، و"الإسلاميون الجُدد"، وجميعهم منتمون للإخوان، يسيرون على خُططها الإجرامية.

لم يمر الكثير من الوقت، حتى عاد الجهاز تحت مُسمَّى "الأمن الوطنى"، وبدأ يطبِّب جراحه، ويجمع قواه، حينها كُنا على ثقةٍ من وطنية قياداته وضباطه، وسرعان ما واجهوا أخطر موجة إرهابية تعرَّض لها الجهاز فى تاريخه يوم الرابع من مارس ٢٠١٣، حينما تظاهر الإخوان أمام بوابته الرئيسية فى مدينة نصر، رافعين عَلم "تنظيم القاعدة" وصور "أسامة بن لادن"، ولأننا مؤمنون بعزيمة رجاله الشرفاء، كُنا نُحسن الظن بالجهاز، ونشعُر بأنه مُدركٌ لِما يُحاك ضد مصر وضده، وزاد يقيننا بأن الله سيُوفِّق رجال الأمن الوطنى فى مهامه الوطنية التى هى جزءٌ أصيل فى عقيدته، وهى حماية مصر أولًا من خونة العصر، بعد أن استشهد الضابط محمد أبوشقرة.

الأمن الوطنى يكشف خلية مدينة نصر

فى زخم الأزمة التى مرَّت بها "مصر"، فى عام 2012، وحتى منتصف العام 2013، قام الجهاز بالكشف عن خلية مدينة نصر، وهى أخطر خليةٍ تابعة لتنظيم القاعدة، وبعدها تم القبض على الحارس الشخصى لخيرت الشاطر، و على الذراع اليُمنى لحازم صلاح أبوإسماعيل، وقتها علمنا أن الجهاز الذى تعرَّض لكبوة كادت تعصف به، استيقظ ولم يعُد مُنكسرًا، واستطاع من جديدٍ وبسرعة المُحارب الشجاع فى أرض المعارك، ترتيب صفوفه وأولوياته، ووضع "مصر" وأمنها وشرف الجهاز وعِزته نُصب عينيه.


جهود جهاز الأمن الوطنى


"جهاز الأمن الوطنى"
 
عددٌ كبير من نصوص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضايا العنف والإرهاب التى حدثت منذ ٢٠١٣، وحتى الآن، كانت تحت يدى، بحُكم عملى بقسم الحوادث، فيها قرأت بإعجابٍ وانبهار عن جهود ضباط هذا الجهاز الحيوى والمهم لأمن الوطن والمواطن، خاصةً فى ملف الكشف عن قضايا الاغتيالات التى كانت تنتهجها الجماعة الإرهابية، والتى تتعامل بها مع خصومها المُخالفين معها فى الرأى، ومنها قضية اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات، والعميد وائل طاحون، والعميد عادل رجائى، كما قرأت كثيرًا فيها عما ارتكبته أذرعها من الحركات المارقة كأنصار بيت المقدس، وأجناد مصر، وكتائب حلوان، وجماعة بين السرايات، والمقاومة الشعبية، وحركة حسم، وعرب شركس.. مجهودات ضخمة بُذلت، ونجاحات مُذهلة تحقَّقت، لكى نعيش فى أمانٍ، ونتقى شر الخونة الإرهابيين.

شكر ًا جهازنا الوطنى

لا أجد كلمات وافية تُعبِّر عن شكرى لهؤلاء الرجال والجهاز التابعين له، لكننى لا يسعنى إلا أن أقول: إنكم لا تُريدون منا جزاءً ولا شكورًا، فقط كمصرى أكتب لأُعطى جهازًا مُخلِصًا لمصر ولشعبها، حقه وأُشيد بتضحياته وإنجازاته، فقط لأشد من أزر ضباطه وأُذكرهم بأن التاريخ يُسطِّر فى صفحاته أمجاد الرجال المُخلصين أبناء أمن الدولة، ومنهم اللواء فؤاد علام، واللواء أحمد رأفت، واللواء أحمد العادلى، واللواء حمدى عبدالكريم، وجميع ضباط الجهاز الشهداء.

 لن ننسى محمد مبروك 

إننا و"جهاز الأمن الوطنى"، الذى يتذكَّر دائمًا رجاله وضباطه البواسل، لم ننس، ولن ينسى أبطاله بأن زميلهم المقدم محمد مبروك قد استشهد بـ ١٣ طلقة من سلاح آلى أمام سلالم منزله، وكان لزامًا عليهم استكمال رسالتهم المُقدَّسة والتصدِّى للإرهاب، فكل نجاح يُحقِّقه الجهاز بمثابة عنوان لعزيمة أُمة صامدة رفضت الخضوع للإرهابيين وتصدَّت لهم بسواعد المخلصين والشهداء.

شكرًا لثقة الرئيس السيسى

أشكر  "جهاز الأمن الوطنى" وأُصفق له ولجهوده ولضباطه وقياداته ووزيرهم اللواء محمود توفيق، وبالطبع للرئيس السيسى الذى دعم ووثق فى الجهاز حتى نجح فى تحجيم التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، وكشف الخونة وتمويلهم وخططهم، وآخرها القبض على "محمود عزت"، أخطر قيادى إخوانى سيطر على الهيكل التنظيمى للجماعة طوال ٤٠ عامًا.