إبراهيم مدكور يكتب: الـ «مـؤمـن»

إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور

قديماً قالوا؛ الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، وبالفعل هذه ليست مجرد كلمات تقال، بل لابد أن تهمس في كل أُذُن،  ويَعِيها جيداً كل لبيب فَطِنّ، فلا يَغْتر بصحةٍ أو جاه ولا يتكبر يومًا على أحد بما جَنَّتهُ يداه، ففي لحظة قد يتبدل الحال، ويتحول كل شئ إلى رماد، ويعيش حينها وحيدًا يبكي على الأطلال، ويقول ياليتني عملت لذلك اليوم ألف حساب، ولكن للأسف لقد فات الآوان.


لكن على النقيض؛ هناك من يسير في الحياة بهدوء واتزان، فيأخذ من ماضيه عبرةً لحاضره، ومن اليوم درساً لغده.

وبالتالي عندما تطلاطم عليه أمواج  الابتلاء، يقف شامخاً راضياً بقضاء الله، بل ويلتف حوله الجميع، يحاولون بذل كل غال ونفيس، في محاولة لإخراجه من حلقات التعب والضيق، والعودة لاتزانه من جديد، لأنه ببساطة إنسان ذو معدن أصيل، في عِز قوته كان مِعطاء، وبالتالي وقت ضعفه، وجد الجميع ملتفاً حوله بكل حب وعن طيب نفس، وذلك في  محاولة لرد الجميل، وهو بكل ثقة في الله، يسير في طريقه متسلحاً بالتحدي والإرادة، موقناً أنه بعد الانكسار سيكون هناك جبراً للخاطر لا محالة.


ولعل ما حدث  من شركة تذكرتي منذ يومان، تجاه نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق مؤمن زكريا بتعيينه مستشاراً رياضياً للشركة، خير مثال على ذلك.


فالطرف الأول يسعى لرد الجميل، والثاني يأبى أن يكون هذا مجرد تكريم، لكن لا شك أنها لافتةً طيبةً تستحق كل احترام وتقدير.

فأنت ترى فور صدور هذا القرار، مدى الفرحة التي انتابت مؤمن زكريا، لشعوره أنه ليس مَنّسيا، وكيف يُنْسَى مؤمن، وهو في قلب الجميع بأخلاقه ونُبله، قبل 


وكعادة زكريا كما سبق وذكرنا، أبى أن يكون هذا المنصب شرفيًا، بل أعلنها صراحةً بأنه سيكون متواجداً على أرض الميدان ودائما حاضر، ليباشر مهام عمله. 


وهذا ليس بغريب على مؤمن الإرادة زكريا، الذي منذ بداية مشواره وهو يضرب أروع الأمثلة في العزيمة والإرادة وتحدي الذات، إلى أن وصل ليكون في وقت ما نجم الشباك متغلبًا على أي عقبات.

وها هو مؤمن الإرادة، في عز ألمه،  يحاول جاهداً قهر مرضه، وبإذن الله سينتصر. 

فمؤمن زكريا ليس مجرد إنسان، بل أصبح محفوراً في كل وجدان، بأهدافه ومهاراته التي استمتعنا بها في السابق علاوة على دمث أخلاقه، وبإرادته وثقته في الله أنه على قهر مرضه قادر.

لكن دعونا في الختام لاننسى أن نشييد بهذا الموقف الذي فعلته «تذكرتي» تجاه ملك الإرادة مؤمن.