حروف ثائرة

الحوار.. بين المعارضة الحقيقية وأثرياء الثورات!!

محمد البهنساي
محمد البهنساي

«ضياء رشوان بيبشرنا أن عمرو حمزاوى وعصام حجى هيشاركوا بالحوار الوطنى، نزغرط بقى ولا نرقص، أه يا خوفى»
سمعت هذه الكلمات الساخرة وبنبرة أشد سخرية من مذيعة شهيرة بمصر خلال تجمع إعلامى رفيع قبل أيام، وإنضم لرأيها بعض الحاضرين، وأردفت المذيعة « انا بعت أفكار للحوار وكلمت ضياء لما اشوف هيهتم بيها ولا بالبهوات اللى بيجيبهم «، وهنا لنا وقفة مهمة لضمان نجاح الحوار، ومن أسمه «الوطنى» ندرك أنه يشمل كل الأطياف بمصر، والمعارضين ربما قبل المناصرين للنظام، وحتى ينجح الحوار يجب أن يشمل كل من يعارض وينتقد مهما كان نقده شديدا ولاذعا،وليست المعارضة الهشة التى لا معنى لها، بل إننى أطالب د.ضياء رشوان أن يلح فى دعوة كل أطياف المعارضة بالخارج والداخل للحوار، وبالطبع فالباب ليس مفتوحا على مصراعيه، بل يجب غلقه بالضبة والمفتاح أمام ليس فقط من تلطخت يداه بدماء المصريين بل أيضا كل من حرض على العنف أو اوعز به وكل من رحب بإزهاق الارواح سواء لمواطنين عاديين أو رجال جيش وشرطة فهؤلاء لا يستحقون شرف الجنسية المصرية أصلا إن المجتمعات تبنى بأفكار أبنائها النابهين بكل مجال والنجاح فى دمج كل تلك الأفكار بما يصب فى تحسين وضع الوطن وأحوال المواطنين، وكيف لمصر التى تزخر بقوة كبرى من العقول المهاجرة حول العالم بعدة مجالات ألا تستفيد من أفكارهم ونحن نبنى الجمهورية الجديدة، الوقفة الثانية لا أوجهها فقط الى المذيعة اللامعة التى حذرت من تجاهل أفكارها، إنما أناشد كل المشاركين بالحوار، أفكار الجميع زاد وقوة،لكن لا يعتبر كل مشارك أيا كان وضعه أن أفكاره خلاصة الخلاصة لا يمكن تجاهل أى منها أو قبول أفكار عكسها،وإلا فلماذا أطلقنا عليه الحوار؟!، نتدارس كل الأفكار بتجرد لوجه الله والوطن لنضع بنهاية حوارنا أسسا قوية تحقق أقصى ما يمكن من أحلام الجميع لمصر.

وبما أن الحوار الوطنى بداية يوليو المقبل مواكبا ذكرى ثورة 30 يونيو وقرارات 3 يوليو التى أنقذت مصر من الضياع، وبما أننا نتحدث عن مشاركة المعارضة الحقيقية، يحضرنى فئة تسمى نفسها المعارضة الوطنية وما هى بمعارضة ولا وطنية، إنها تذكرنى بأثرياء الحروب الذين يحققون ثروات على أشلاء ضحاياها، يوقدون نار الحرب ولا يسمحون بإخمادها إلا إذا حقق الإخماد مصالحهم.. وبما أن المكاسب ليست مادية فقط فيمكن إطلاق وصف أثرياء الثورات على الذين يركبون موجة أى ثورة لتحقيق مكاسبهم ومصالحهم الشخصية

وقد لمسنا ذلك فى شخصيات عديدة ركبت موجة معارضة مبارك ونظامه عندما كانت تلك المعارضة تحقق مصالحهم،ثم ركبوا موجة يناير سعيا للمزيد ليركبوا بعدها موجة الإخوان والحج إلى المقطم والتمسح بأستار المرشد، وعندما ثار الشعب فى 30 يونيو قفزوا من مركب الإخوان الغارقة بموجات ثورة شعبية عارمة محاولين ركوب الأمواج الشعبية مستشعرين قرب تحقيق مرادهم، وعندما فوجئوا أن مركب 30 يونيو تسير هادئة عكس طموحاتهم لترسوا بمصر على بر الأمان حاولوا وما زالوا خرقها ليغرقوا أهلها.. ويبقى التخوف على الحوار الوطنى من صعوبة التفرقة بين المعارض الحقيقى وأثرياء الثورات !!