قبل نصف قرن.. عاصفة شديدة تغرق «رأس البر»

مدينة رأس البر قديما
مدينة رأس البر قديما

رأس البر عروس دمياط وأجمل مدن البحر المتوسط ومقصد مشاهير القاهرة، على مدار القرن الماضي، تعرضت في السبعينيات إلى عاصفة شديدة مصحوبة بأمطار غزيرة لم تشهدها دمياط من قبل، فأغرقت شوارع المدينة بأكملها.

 

وظلت هذه الواقعة هي الأسوء والأشهر في تاريخ دمياط؛ حيث بلغ ارتفاع الأمواج الهائجة أكثر من 15 مترا، وتعرضت رأس البر آنذاك لكارثة الغرق.

 

حينها تحول أيضًا المصيف ذات الطابع الكلاسيكي المتميز إلى بحيرة كبيرة، وبلغ منسوب المياه حيز العشش والمباني داخل رأس البر، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 5 مارس 1977.

 

اقرأ أيضًا| في رأس البر.. محمد فوزي يستنجد بالشرطة لتأمين «مايوه» مديحة يسري

 

وقد عجزت الكتل الخرسانية الموجودة بكثافة لحماية الشاطئ من تلك الأمواج عن مواجهة البحر الهائج، فيما أعلن المهندس حسب الله الكفراوي محافظ دمياط – وقتها - حالة الطوارئ بين أجهزة المدينة والمرافق العامة، وقامت سيارات مرافق المياه بسحب المياه وتصريفها إلى نهر النيل.

 

سر تسمية رأس البر

 

رأس البر هي مدينة مصرية تتبع محافظة دمياط، وتشكل شبه مثلث من اليابسة يطل ضلعه الشرقي على نهر النيل والغربي على البحر المتوسط وقاعدته على القناة الملاحية لميناء دمياط، ويلتقي عند قمته مياه المتوسط المالحة بمياه نهر النيل العذبة. يتسم مناخ المدينة باعتدال الجو وجفافه، فيما يمتاز تخطيطها العمراني بالأناقة والتنظيم، فضلاً عن كثرة الحدائق والأشجار.

 

ولطالما اشتهرت مدينة رأس البر قبل الفتح الإسلامي لمصر باسم «جيزة دمياط»، وعندما زارها المؤرخ المقريزي أطلق عليها اسم «مرج البحرين». 

 

إلا أن اسمها الحالي «رأس البر» فيعود إلى موقعها على خريطة مصر؛ حيث تعد أول مدينة مصرية تطل على ساحل البحر المتوسط، وتشكل أراضيها لساناً من اليابسة داخل الماء. 

 

وتعود نشأة مدينة رأس إلى عام 1823، حين كان مشايخ الطرق الصوفية وأتباعهم بدمياط يسيرون نحو الشمال مع النيل للاحتفال بمولد «الشيخ الجربي» بمنطقة الجربي جنوب رأس البر. 

 

وتردد التجار على رأس البر قديماً لمقابلة سفنهم العائدة من رحلاتها التجارية، وأخذت المدينة تكبر يوماً بعد يوم، إلى أن أصبحت في جمال شواطئها وهدوء مقامها تنافس المصايف المصرية الشهيرة على ساحل المتوسط.

 

وظلت مدينة رأس البر مصيفاً لكثير من مشاهير السياسة والفن في مصر قبل ثورة يوليو 1952 وبعدها، ولعل أبرز هؤلاء المطربة أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، والعديد من الوزراء.

 

وفي رأس البر يتم إطلاق مصطلح العشش هو الاسم الدارج بين أهالي المدينة والذي يطلق على المنازل المصيفية، ويعود أصل تلك التسمية إلى الوقت الذي بدأت تدب فيه الحياة بالمدينة، بعدما اعتادت بعض الأسر المصرية من قاطني مدن الدلتا الخروج للتنزه في مراكب شراعية في النيل خلال فصل الصيف، وصولا إلى الشاطئ النهري للمدينة.

 

أما اللسان فقد اغتنم أهالي المدينة الإمكانيات الطبيعية التي حبى الله بها مدينتهم، وبدأوا في إقامة عشش لتأجيرها للمصطافين، في بداية كل صيف. 

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم