حافظ عفيفي باشا.. الطبيب الذي أصبح رئيس الديوان الملكي

حافظ عفيفي باشا
حافظ عفيفي باشا

احتفظ التاريخ بتذكرة مميزة للسياسي الدكتور حافظ باشا عفيفي باعتباره أحد الشخصيات الهامة في تاريخ مصر الذي تنوع عطاؤه وإسهاماته على الجانب السياسي والاجتماعي.

والدكتور حافظ جراح ورائد من رواد طب الأطفال في مصر، وقد اتجه إلى السياسية حتى احتل أعلى المراكز بعد ثورة 1919.

ولد محمد حافظ عفيفي بالقاهرة عام 1886 وكان شغوفا منذ صغره باللغة العربية فاتقنها جيدا وربما ذلك ما ساعده في كتابة وإلقاء خطبه أثناء عمله بالسياسية حتى حصل على الدبلوم في مدرسة الطب عام 1907.

وقد التحق بالعمل كجراح بعد تخرجه بمستشفى القصر العيني لمدة عام ثم سافر إلى أوروبا ليقوم بدراسة الطب على نحو أكبر لما تحتويه الدول الأجنبية من التقدم العلمي ثم عاد إلى القاهرة ليفيد أهل بلده بعلمه وخبراته حتى أصبح مديرا لمستشفى الأطفال بالقاهرة.

وفى عام 1912 كلفه الخديو عباس حلمي الثاني أن يتولى رئاسة الهلال الأحمر المصري وقام بالسفر مع البعثة إلى ليبيا بسبب اندلاع الحرب التركية هناك وقضى بها عاما كاملا وقام بالتعرف على القائد التركي كمال أتاتورك وقام باكتساب صداقات سياسية وبدأ ينخرط في المجتمع السياسي ويتعرف إلى قادته ومفكريه حتى أيقن ان المجتمع السياسي هو ضالته.  

كانت بدايته السياسية الحقيقية حينما انضم إلى حزب الوفد وظل به فترة كبيرة إلا أن استقال منه عام 1921 وأسس حزب الأحرار الدستوريين وأصدر جريدة السياسيين لتكون لسان الحزب.

وقد حظي حافظ عفيفى بخبرة وشعبية كبيرة في السياسية أهلته لمنصب وزير الخارجية في عهد رئيس الوزراء محمد محمود باشا واستطاع بفضل خبرته وأسلوبه الفريد أن يقوم بتحسين العلاقات الخارجية مع العديد من الدول الأجنبية.

ومع كثرة سفر عفيفي للخارج وانخراطه بين البلاد الأجنبية أعجب بطريقة تفكيرهم ونظام الحكم لديهم كما كان شغوفا بالثقافة الانجليزية مما دفعه لتأليف كتاب تحت مسمى (الإنجليز في بلادهم) قام فيه بشرح أسلوبهم في الحياة.

وفي عام 1951 تم تعيينه في منصب رئيس الديوان الملكي وظل في منصبه إلى أن قامت ثورة 23 يوليو بقيادة اللواء محمد نجيب ورفاقه فتمت الإطاحة بالحكم الملكي ومعه حافظ عفيفي.

وبعد عزله من منصبه تعرض حافظ عفيفى إلى حادث كبير قد أوشك على النيل من اسمه وتاريخه وهو اتهام نجله أمين حافظ عفيفي بحيازته للمخدرات، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 19-11-1952.

وأثناء إضراب شركة كفر الدوار تم القبض على نجل حافظ عفيفي وفي جيبه قطعة من الحشيش، وعندما أخذت التحقيقات مجراها اتضح أن شخصا قد قام بوضع المخدرات في جيبه بناء على شهادة احد الضباط الذي رأى ما حدث فقام بسرد كل ما رآه.

وظلت هذه القضية فترة طويلة على الساحة القضائية حتى أثبتت في النهاية براءة نجل حافظ أمين من التهمة المنسوبة إليه.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

كنوز الأميرةl القاهرة تختار «ملكة جمال المايوه»