فريد الأطرش.. «ممرض» يعالج المرارة بالغناء

فريد الأطرش.. «ممرض» يعالج المرارة بالغناء
فريد الأطرش.. «ممرض» يعالج المرارة بالغناء

فجأة صرخت «سلوى» من الألم وسط المدعوين في ذلك العشاء في بيت فريد ولم تكن المرة الأولى التي تهاجمها فيها هذه الآلام القاسية في المرارة ولكنها لم تحتمل وسقطت مغشيا عليها.

اقرأ أيضا:- فيديو| الفيلم الوثائقي رحلة الراحل ياسر رزق من ضفة القناة الى شارع الصحافة

وأسرع فريد الأطرش إلى التليفون وقلبه يدق بفزع واستدعى أشهر الجراحين اللبنانيين للاطمئنان على خطيبته وكانت المفاجأة الثانية عندما أجمع الأخصائيون على ضرورة إجراء جراحة عاجلة لمرارة سلوى واستئصالها خوفا من المضاعفات.

 

 وبالفعل أجريت الجراحة وكان فريد الأطرش يذهب إلى المستشفى ويظل جالسا بجوار سلوى حتى ميعاد نومها ولأول مرة يراه أصدقاؤه وقد تحول إلى ممرض يحفظ مواعيد الدواء ويباشر بنفسه العلاج ويغني للمريضة «حبيبي سلامتك.. سلامة ابتسامتك».

 

ولم تكد سلوى تتحسن بعد نجاح الجراحة وتغادر المستشفى وتنتقل إلى بيتها بدون مرارة حتى كانت في انتظارها مفاجأة أخرى لقد قرر فريد الأطرش قبول المخاطرة وإجراء الجراحة الدقيقة في قلبه حتى يستريح تماما من آلامه ويعيش حياته العادية، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة 1973.


 

 وحاولت سلوى أن تثني فريد الأطرش عن هذا القرار ولكنه كان قد بعث إلى الجراح العالمي في أمريكا وحدد موعد إجراء الجراحة وقد حجز مكانا في المستشفى الشهير « مايوم كلينيكي» والجراحة دقيقة وخطيرة لأنها تنقل شريانا من الساق بدلا من شريان القلب المسدود. 

 

وكان الأخصائيون قد اقترحوا على فري إجراؤها منذ ثلاث سنوات ولكنه تردد طويلا وفضل البقاء بلا آلام وبنصف قلب حتى قرر الزواج من سلوى وظل يفكر طويلا بينه وبين نفسه طوال الشهور الأخيرة في قبول المخاطرة.

 

 والظاهر أن جو غرفة العمليات والمستشفى الذي عاشه فريد بجوار سلوى قد شجعه على اتخاذ القرار النهائي للعملية ولم يستشر فيه احد حتى محمود لطفي صديقه الحميم ومستشاره القانوني لكي لا يتردد مرة أخرى وبعث فريد برقية عاجلة إلى محمود يطلب منه الحضور إلى بيروت لكتابة وصيته قبل السفر إلى مايو كلينيك.


 

وظل فريد يحتفظ بابتسامة التفاؤل ويقول بصراحته المعهودة وهو يشير إلى سلوى "كان لابد أن نعالج أنفسنا تماما من المرارة والقلب وخلافه حتى تجيء الذرية سليمة  بلا أمراض".

 

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم