هانت النفس وهان الدين

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

زينب إسماعيل

 رحم الله الإمام الشافعي حين قال : وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي .. وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ .. وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ.. وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ.. إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ.. فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ.. وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا.. فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ.. وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن.. إِذا نَزَلَ القَضاء ضاقَ الفَضاءُ.. دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ.. فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ.. اين نحن من هذه الكلمات الرائعة وأين معانيها في إعلامنا ومسلسلاتنا وأفلامنا وبرامجنا ؟ نعم  الكلمة "نور" وبعض الكلمات " قبور"، جملة ربما لا تختلف كثيرًا عما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية في وصفها لتأثير التغطية الإعلامية لحوادث "الانتحار" –التي تكررت في الفترة الأخيرة في مصروالعالم -  وأوصت بعدم معالجة ما يتعلق بحالات الإنتحار بأسلوب يوحي بأن الانتحار هوالحل ، و بدلًا من ذلك يجب التوجيه بأنه فعلًا سيئًا وليس خروجا من الأزمات..   دار الإفتاء المصرية أكدت أن الانتحار كبيرة من الكبائر و حرامٌ شرعًا وجريمة في حق النفس والشرع، وأشارت إلى أنه «لا ينبغي التقليل من ذنب هذا الجرم، وكذلك عدم إيجاد مبررات له ، وإنما التعامل معه على أنه مرض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين ، وايضا مؤسسة الأزهر حذرت من خلال مركزها العالمي للفتوى الإلكترونية من نفس الظاهرة وأكدت ما هو أخطر وهو أن المنتحر مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية  لن يكون مبرراً للانتحار، وخاطبت المنتحر بقولها  أن «أعمالك الصالحة في الدنيا قد لا تنجيك حال ارتكابك لهذه الجريمة الشنعاء من العقاب».. ياللهول !! ومع ذلك هانت النفس وهان الدين!!