مصر والسعودية.. ركيزتا الأمن العربي

محمد بركات
محمد بركات

القول بأن للمملكة العربية السعودية مكانا متميزا ومكانة رفيعة القيمة والقدر فى قلوب ونفوس كل المصريين، هو حقيقة ثابتة ومؤكدة على مر التاريخ وتوالى الأزمنة، وهذه الحقيقة لاتتغير ولا تتبدل بتغير الأوقات أو اختلاف الأحوال والأيام.

وأحسب أنه لا حاجة بنا إلى التأكيد بأن قدر المملكة لدى مصر كبير، وأن تقدير الشعب المصرى لأخيه السعودى عميق ومحفوف بالكثير من المحبة والمودة الأخوية والفطرية،...، وتلك حقيقة ظاهرة وملموسة يدركها القاصى والدانى فى الأمتين العربية والاسلامية.

وتلك المودة وذلك التقدير كان دائما متبادلا من الطرفين وعلى الجانبين السعودى والمصرى، ولم ولن يطرأ على ذلك أى تغير أو فتور على الاطلاق.
هذه ثوابت لابد أن تكون ماثلة أمام أعيننا بصفة دائمة، ولابد أن تكون على قدر كبير من الأدراك من الجانبين، فى ظل الوعى المشترك لأهميتها البالغة وضرورة استمراريتها ورعايتها فى كل الأحوال وكل الظروف، مع عدم السماح لأحد مهما كان بالمساس بهذه الثوابت على الاطلاق.

أقول ذلك بمناسبة الزيارة التى قام بها الامير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى لمصر، فى إطار جولته العربية والاقليمية الحالية، فى ظل الروابط الأخوية القوية بين البلدين الشقيقين والشراكة الاستراتيجية العميقة بين القاهرة والرياض.

وإذا كانت مشاعر التقدير والاحترام والمودة صادقة، وهى كذلك بالفعل، إلا أنها لا تحجب خصوصية اللحظة وأهمية التوقيت الذى تأتى فيه الزيارة وتتم فيها المباحثات والمشاورات والتنسيق المشترك حول كافة المستجدات العربية والإقليمية والدولية، حيث تمر المنطقة العربية والشرق أوسطية الآن بظروف غاية فى الدقة والحساسية، فى ظل التأثيرات والتداعيات الممتدة للحرب الروسية الأوكرانية ، والأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عنها، والزيارة القادمة للرئيس الأمريكى بايدن واجتماعه المقرر بقادة مصر والسعودية والاردن ودول الخليج.. وفى هذا الاطار فإن الحكمة والضرورة تفرض على الأمة العربية بصفة عامة، ومصر والسعودية على وجه الخصوص، التنسيق والتشاور والوقوف صفا واحدا وموقفا موحدا، تجاه جميع القضايا والموضوعات،...، وذلك انطلاقا من أن مصر والسعودية هما ركيزتا الأمن القومى العربى ودرع الحماية والأمان للعرب.