خاص|  حب الاستحواذ.. الأبعاد النفسية لواقعة قتل طالبة المنصورة   

 الدكتورة أسماء علاء الدين، استشاري الطب النفسي
الدكتورة أسماء علاء الدين، استشاري الطب النفسي

حادث بشع وقع أمام أحد البوابات الرئيسية لجامعة المنصورة، حيث أقدم شاب في عامه الجامعي الأخير على ذبح زميلته البالغة من العمر 19 عامًا، أمام أعين المارة، دون أن يخشى عواقب فعلته.

هذا الحادث تكرر أكثر من مرة في الفترة الأخيرة، ما دفع إلى البحث وراء الأسباب النفسية التي تجبر شخص على ارتكاب هذه الجريمة جهارا نهارًا، للحد منها ومحاولة معالجة الأسباب قبل تحول الأمر إلى ظاهرة.

وكان الشاب قد انتقم من الفتاة بعدما تقدم لخطبتها أكثر من مرة ولكنها رفضت هي وأهلها، ما حدا به إلى ارتكاب هذه الجريمة.

وتعليقًا على هذا الأمر، قالت الدكتورة أسماء علاء الدين، استشاري الصحة النفسية، إن هناك العديد من الدوافع النفسية التي قد تكون وراء ارتكاب هذه الجريمة وعدة احتمالات منها أنه يكون متعاطي لأي نوع من المخدرات التي تتسب في إذهاب العقل.

وأوضحت في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، أن الجاني ينتقم من الضحية لأنه رفضت خطبته، وهذا يدل على وجود خلل في الشخصية أو اضطراب، مشيرة إلى أنه ليس من الضروري أن يلاحظ الجميع عليه هذه الاضطراب فقد ينشأ نتيجة لصدمة عاطفية أو الشعور بالرفض وعدم القبول.

وأضافت الدكتورة أسماء علاء الدين،  استشاري الصحة النفسية، أن الجاني يعاني من اضطراب سلوكي بسبب البيئة التي نشأ فيها، والتربية الأسرية ويشعر بالاستحقاقية والاستحواذ على أي شيء.

وأشارت الدكتورة أسماء علاء الدين، استشاري صحة نفسية، أن الطالب الذي قتل زميلته قد يكون واقع تحت ضغط أو تأثير عقار ما أدى إلى فقدانه الوعي وعدم شعوره بما يفعل، وغير مدرك للواقع من حوله.

وأكدت أنه لابد من رادع قوي وسريع لهذه الجريمة التي أوجست بالناس خيفة واربكتهم، متمنية ألا يتم تداول هذا الفيديو أو تفاصيل عن هذه الجريمة لأنها تؤثر بالسلب على مرضى القلق والوساوس بل وتخلق قلق عام لكثير من الأشخاص.

ولفتت إلى الأعراض التي قد تظهر على بعض الأشخاص وتشير لإصابتهم بمرض نفسي، وحينها يتوجب عرضهم على مختص، وهي عدم القدرة على العمل أو المذاكرة والتركيز، والمعاناة من مشاكل في العلاقات وانفعال زائد، إلى جانب تخبط في الأفكار واضطراب في السلوك غير المرغوب فيه.

وحذرت من تربية بعض الأسر الذين يعودون الأطفال على الاستحقاق والاستحواذ، وأنه يمكنه الحصول على أي شيء يرغب فيه، لأنه من حقه، وأي محاولة للرفض أو عدم قدرته على الاستحواذ على ما يريد، تدفعه إلى أي تصرف يمكنه من السيطرة حتى وإن مخالفا للقانون والمجتمع، كما فعل الجاني في واقعة المنصورة اتجه إلى القتل من أجل الاستحواذ على الفتاة والزواج منها حتى وإن كانت رافضة.