فى الصميم

أطفالنا وديزنى .. والسؤال الغائب!!

جلال عارف
جلال عارف

أطلقت شركة «ديزنى» منصتها الجديدة باللغة العربية ومعها أطلقت سياستها الجديدة بتخصيص نصف ما تعرضه على منصتها لمناصرة المثليين وأصحاب الميول الجنسية غير الطبيعية «!!»

ومن الطبيعى أن تثور المخاوف على أطفالنا من هذه التوجهات، وأن تبدأ المناقشات حول دور الآبات والأمهات فى حماية الأبناء وتوعيتهم من هذه المخاطر.
وطبيعى أن تكون هناك مقترحات عديدة لحماية أطفالنا فى عالم لم يعد سلاح المنع فعالا فيه إلا بقدر ضئيل. وطبيعى أن يكون خط دفاعنا الأول ضد هذه الهجمة وغيرها هو أن يكون لدينا البديل الأفضل والأجمل والأكثر تعبيرا عن الإنسانية بلا شذوذ أو تطرف.. وهنا ينبغى أن نواجه الواقع ونبحث عن إجابة صحيحة لسؤال حتمي: ماذا نقدم بالفعل لأطفالنا فى عالم الفن والثقافة؟

إنتاجنا من سينما الطفل صفر، ومن أنواع الدراما والرسوم المتحركة يساوى صفرين«!!» ولدينا، والحمد لله، عشرات القنوات التى تنصب على الناس وتبيع الكركمين وحبة البركة وتعالج ببول الإبل، وليس لدينا قناة واحدة لبرامج الأطفال«!!».. وأطفالنا لا يجدون فى سوق الغناء من يهتم بهم فيذهبون إلى ضجيج «المهرجانات»، أما المسرح فقد اختفى من قاموس أطفالنا، ورحم الله أياما كان فيه مسرح الطفل لا تنطفئ أنواره، ومسرح العرائس بين الأفضل فى العالم، وكان كل ذلك متاحا للجميع مهما كانت إمكانياتهم المادية!!

نفس الأزمة تجدها مع كتب الأطفال ومجلاتهم، لكن الأدهى والأمر هو غياب أى تواجد للنشاط الفنى أو الثقافى لأطفالنا فى المدارس، لتكون النتيجة أن نترك أطفالنا وحدهم فى مواجهة «مطاوى عبده موتة» من ناحية، وخزعبلات المتاجرين بالدين من ناحية أخري.. ثم ها نحن أمام هجمة «ديزنى»، وغيرها من المنصات التى تروج للانحرافات الجنسية والتشوهات المجتمعية.

ألا يحتاج الأمر إلى مؤتمر جاد يبحث أوضاع ثقافة الطفل عندنا، ويجيب عن السؤال الذى لا مفر من مواجهته: أى ثقافة.. وأى فن.. وأى قيم نقدمها لأطفالنا لكى نؤمن مسيرتهم نحو الأفضل والأجمل، رغم كل التحديات!