أويل برايس: ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 50% خلال أسبوع

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في التعاملات الأوروبية اليوم الجمعة لليوم الخامس على التوالي، لتسجل أكبر زيادة أسبوعية منذ بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي، بعد تحركات روسيا لإجراء خفض أكبر لإمدادات الغاز الطبيعي عبر أكبر خطوط النقل إلى أوروبا.
وذكر مقال نشره موقع "أويل برايس"، أن "موسكو" قد خفضت تدفقاتها من الغاز الطبيعي إلى أكبر عملائها في أوروبا: ألمانيا وإيطاليا؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا. 
وفي الوقت نفسه، توقفت أكبر محطة لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الأمريكية "محطة فريبورت" عن العمل، وكانت قد زودت أوروبا بنحو 2.5% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال في شهر مايو 2022 أو ما يعادل نحو 30 مليون متر مكعب من الغاز يوميًّا. 
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة تصل إلى 50% في أسبوع واحد فقط، واستقرت يوم الأربعاء الموافق 15 يونيو 2022 عند أعلى مستوى لها منذ شهرين؛ حيث ارتفعت أسعار الغاز الفورية وفقًا لمؤشر (TTF) في هولندا في يوم الأربعاء وحده بنسبة 24% لتصل إلى 125 دولارًا لكل ميجاوات/ساعة. 
ويسلط انخفاض الإمدادات الروسية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، إلى جانب توقف محطة تصدير الغاز الطبيعي المسال "فريبورت" عن العمل، الضوء على الصعوبة البالغة التي تواجهها أوروبا لملء مرافق تخزين الغاز الطبيعي خلال هذه الفترة استعدادًا لفصل الشتاء. كما أثار تقليص روسيا لإمدادات الغاز إلى أوروبا مخاوف متجددة من أن روسيا ستستخدم غازها بشكل متزايد كسلاح جيوسياسي ضد الغرب.    
كانت شركة "غازبروم" قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، أنها ستحد من إمدادات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم إلى ألمانيا بنسبة 40% مقارنة بالتدفقات المخطط لها بسبب التأخير في إصلاح المعدات. كما أعلنت الشركة أن التخفيضات سترتفع إلى 60% من الإنتاجية اليومية لأن شركة "سيمنز" الألمانية أخرت عودة التوربينات الغازية التي تم إصلاحها، بسبب العقوبات الغربية على روسيا. 
وفي سياق متصل، أعلنت ألمانيا -أكبر مستورد للغاز الطبيعي في أوروبا- الأربعاء الماضي، أن خفض تدفقات الغاز الروسي عبر خط الأنابيب "نورد ستريم" هو خطوة مخطط لها من جانب الرئيس "بوتين" لإثارة القلق في السوق وزيادة حالة عدم اليقين ورفع أسعار الغاز. 
كما أعلنت شركة "إيني" الإيطالية، الأربعاء الماضي، أن شركة "غازبروم" قد خفضت إمدادات الغاز إلى إيطاليا في اليوم نفسه بنسبة 15%. 
يُعد كل من ألمانيا وإيطاليا أكبر عملاء للغاز الطبيعي الروسي، ويمثل الغاز الروسي نحو 40% من استهلاك كلا البلدين قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وتسعى الدولتان في الوقت الحالي إلى البحث عن بدائل أخرى لروسيا. 
وبدأت المانيا بالفعل في بناء محطات لاستيراد الغاز الطبيعي المسال كما عقدت إيطاليا صفقات مع منتجي الغاز في إفريقيا والشرق الأوسط لتوريد الغاز إليها.
وفي الوقت الحالي يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ملء مرافق تخزين الغاز بنسبة 80% كحد أدنى بحلول الأول من نوفمبر 2022؛ لتجنب الانقطاعات المحتملة للإمداد. 
وفي ظل ارتفاع الأسعار، ومحدودية الإمدادات الروسية إلى ألمانيا وإيطاليا، وتعطل محطة "فريبورت"، فضلًا عن الصيانة السنوية لخط أنابيب نورد ستريم في يوليو 2022 التي ستوقف الإمداد عبر خط الأنابيب إلى ألمانيا لمدة أسبوعين تقريبًا، فإن وتيرة ملء المخزونات ستتباطأ خلال الفترة القادمة.  
ويرى بعض المحللين أنه يتعين على أوروبا الاستعداد للتوقف المحتمل لتدفقات الغاز الروسي إليها، على الرغم من أن العديد من الدول الأوروبية، مثل: ألمانيا وإيطاليا، قد استجابت لمطالب الرئيس "بوتين"، ودفعت مقابل الغاز الروسي بالروبل.