نوبة صحيان

فن صناعة السعادة

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم: أحمد السرساوي

أفراد وحكومات.. كيف نصنع السعادة لنا وللآخرين ؟
حول هذا السؤال دارت مناقشة علمية راقية، لكنها ساخنة بين خبراء فى السياسة والاجتماع من ٩ دول فى أوروبا وأمريكا والمنطقة العربية، وكان لى شرف المشاركة فيها عبر تطبيق زووم.

وإليكم أهم النقاط التى أثيرت خلالها:
- إن الشعوب المتفائلة والمطمئنة، المقبلة على الحياة هى الأكثر انتماء وولاء لبلادها وحكامها، والأكثر قدرة على الإنجاز والعطاء والإنتاج ومواجهة التحديات، والعكس صحيح.

الاتحاد السوڤيتى السابق كان دولة قوية عسكريا وسياسيا وأمنيا، وكان يملك من عناصر القوة الخشنة الكثير.. لكنه انهار بفعل عدة عوامل أخطرها وأبعدها أثرا إحباط الشعب واحساسه بالدونية مقارنة بنظرائه فى الغرب حينها.

ما عجز عنه الاتحاد السوفيتى العملاق.. حققته مملكة صغيرة مثل بوتان وهو إشعار المواطن بالرضا تجاه بلاده وإدارتها بمعيار بسيط ابتكره ملكها عام ١٩٧٢، عندما توصل وهو ابن ١٦ عاما أن إدارته لبلاده ستعمل على إسعاد الناس ولو بأشياء بسيطة.

ما ينطبق على الدول يسرى أيضا على الأشخاص.. وما يؤكد ذلك أن أحد «الوزراء الناجحين» ممن عملت معهم مستشارا إعلاميا.. كان يحرص على سؤالى كل مساء قبل مغادرة مكتبه: «هل الناس مبسوطة؟ من فضلك عاوز اقتراحات أكتر بهذا الخصوص؟».
لم يكن لدى الرجل بند مالى بالموازنة يمكنه من الصرف على هذا الهدف المنشود.. إسعاد الناس، لكنه كان يتفنن فى التسهيل عليهم فى حدود اختصاصاته وإجراءاته ولا يتجاوز القانون.

وكان يقصد بالناس هنا.. أولا جمهور المتعاملين مع خدمات وزارته من المواطنين، ثم ثانيا مرؤسيه الذين كان يختارهم بعناية فائقة، ويستطيع تحميسهم وإسعادهم بعشرات الوسائل غير المُكلفة.

أخيرا.. بمناسبة الاستعداد الجاد لبدء حوار وطنى حقيقي.. أرى أن الحوار ليس هدفا بحد ذاته.. لكنه مجرد وسيلة لغاية أهم تتعلق بإدارة السعادة عند المصريين بمليون وسيلة، ليس شرطا أن تكون بالمال.

فإذا اتخذ كل مسئول قرارات باختصار الإجراءات ومنع الفساد فى دائرة اختصاصه.. لكان مشاركا فى قضية شديدة الإلحاح فى بلادنا.. تتعلق بفنون صناعة السعادة.