مسيرة عطاء بلا حدود..

ملف | «70 سنة أخبار» .. صحفيات «الأخبار» ملكات تربعن على عرش صاحبة الجلالة

صفية مصطفى أمين - نوال مصطفى - نعم الباز - خديجة عفيفى - سهير جبر- حُسن شاه
صفية مصطفى أمين - نوال مصطفى - نعم الباز - خديجة عفيفى - سهير جبر- حُسن شاه

قطرات من الحبر المتناثرة على بعض الورق المصطف، كانت كافية لصنع لوحات فنية من نوع خاص، لوحات لا يشوبها أشجار أو زهور تراها بعينيك، لكن الكلمات كفيلة بقدرتها الخارقة على التجسيد والتصوير لأبهى المشاهد أمام العقل لا سيما إذا كان الفنان يحمل التاء المربوطة بكل ما تكنه من عاطفة وقدرة هائلة على ملاحقة التفاصيل التى يصعب على غيرها ملاحظته.

كل ذلك شهدت عليه جدران مؤسسة «أخبار اليوم» وبشكل خاص جريدة «الأخبار» العريقة التى كانت وما زالت واحدة من أهم المؤسسات التى تتربع على عرش الصحافة المصرية، ومن أوائل الجهات التى نادت بعمل المرأة ليس على المستوى النظرى فقط، ولكن من الناحية العملية أيضا، فبلاط صاحبة الجلالة تلألأ بالعشرات من  صحفيات «الأخبار» اللامعات اللاتى تركن بصماتهن على عرش الصحافة وأصبحن من العلامات البارزات فيها، أسماء كثيرة لمعت وأثرت فى القراء وفى عالم الصحافة بشكل كبير لا يمكن حصرها فى سطور قليلة. 

صفية أمين .. ابنة المؤسس

ولعل أبرز هذه الأسماء هى الكاتبة صفية مصطفى أمين ابنة الكاتب الكبير الراحل ومؤسس جريدة «الأخبار» مصطفى أمين والتى تعد إحدى العلامات المضيئة التى أثبتت وجودها فى عالم الصحافة والأعمال الخيرية وواحدة من الملهمات للعديد من الصحفيات اللاتى يعشقن عالم الصحافة والتى أصرت على استكمال مسيرة والدها الصحفية وتكون حريصة فى كل عام على تسليم جائزة تحمل اسمه تقديراً للعمل فى بلاط صاحبة الجلالة. 

الأديبة «القوية»

كتاب اليوم والذى يعد واحدًا من أهم إصدارات المؤسسة وبمجرد ذكره تتوارد إلى الأذهان على الفور اسم الكاتبة والروائية نوال مصطفى والتى ارتبط اسمها به نظراً للجهد الكبير والملموس الذى قدمته خلال مسيرتها الصحفية، وقد حصلت على العديد من الجوائز وتم تكريمها عام 2019 بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، حيث اختارتها مؤسسة نساء الأورومتوسط  ضمن أفضل 5 نساء تركن أثراً قوياً من خلال المشاركة فى المشروعات والمبادرات فى عالم الصحافة، كما تولت العديد من المناصب أبرزها عضو لجنة الثقافة بالمجلس القومى بالمرأة ورئيس مجلس إدارة جمعية أطفال السجينات.

ماما .. «نعم الباز»

«نعم الباز» اسم لامع فى عالم الصحافة استطاعت وضع بصمتها الخاصة بكتاباتها المميزة وبقلمها الرشيق لتقترب من قلب كل من قرأ سطورها وتشعر كأنها أحد أفراد عائلتك ولتختصر المسافات بينها وبين كل من يتعامل معها حتى أصبحت تلقب بـ «ماما نعم» واحدة من رائدات الصحافة المصرية التى تربعت على عرش قلوب محبيها، وتميزت تحديدا فى مجال الأدب والصحافة بشكل عام وفى عالم الطفل بشكل خاص حتى الصورة الذهنية لها مميزة فبمجرد ذكر اسمها تتذكر إطلالاتها  المميزة الخاصة بها، تولت العديد من المناصب وحصدت الكثير من الجوائز والأوسمة.

على الرغم من رحيلهن إلا أنهن استطعن جعل أسمائهن باقية إلى الأبد فى أذهان الجميع، أسماء ستظل محفورة على جدران المبانى بأعمالهن وسيرتهن المهنية والشخصية التى لن تتكرر.

خديجة عفيفى .. المحاربة

«المحاربة» كما كان يطلق عليها الكثيرون عشقت العمل الصحفى لآخر لحظات حياتها وحتى قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة كانت حريصة على القيام بواجبها المهنى ظلت تعمل حتى وهى على فراش المرض تحارب وتصارع مرض السرطان اللعين الصحفية الكبيرة «خديجة عفيفى» اسم سطع فى عالم القضاء، على مدار سنوات عملها شقت لنفسها طريقاً مختلفاً مميزاً عن الآخرين لم تكن تمل ولا تكل من هذا العمل الشاق والنزول إلى ساحات القضاء لاقتناص الخبر قبل أى شخص لتصبح قدوة لكل من رغب فى التميز لتضرب مثلا فى الإخلاص والعطاء.

سهير جبر.. العالم بين يديك

وفى عام 2016 فقدت «الأخبار» إحدى صحفياتها المميزات الأستاذة سهير جبر والتى أفنت عمرها من أجل العمل الصحفى فكان اليوم يمر بأكمله وهى لا تشعر وتجلس لساعات طويلة داخل مكتبها بالدور الثامن لتتابع كل صغيرة وكبيرة لصفحة العالم بين إيديك والتى تعد إحدى العلامات والصفحات التى تميزت بها جريدة «الأخبار» عن غيرها.

الرئدة .. حُسن شاه

ولا نغفل بالطبع عن الكاتبة الصحفية حُسن شاه والتى أشرفت على صفحة «أخبار الأدب الأسبوعية» حتى منتصف الثمانينيات ثم تولت رئاسة تحرير مجلة «الكواكب» التى تصدرها دار الهلال فى مسيرتها الصحفية على مدار ٥٠ عامًا حتى وافتها المنية عام ٢٠١٢.

إقرأ أيضاً|ملف | «70 سنة أخبار».. على خطى مصطفى أمين.. «الأخبار» مطبوعة تحمل بين طياتها «الحلم والأمل» للمصريين