السيد المسيح مرّ من هنا.. حكاية مغارة أبو سرجة ومياه البئر المباركة

بئر المياه المباركة فى الكنيسة
بئر المياه المباركة فى الكنيسة

تتفرد قبابها وجدرانها وأعمدتها الرخامية برسوم القديسين، وتخطف أيقوناتها انتباه الزائرين بمجرد دخول المكان، ينتابهم شعور روحانى جميل يصعب وصفه، حالة من السكينة تأخذ الزائر فى رحلة وجدانية نادرة، فتسمع همسات الزوار من المصريين والأجانب داخل أروقة كنيسة أبو سرجة الأثرية بمصر القديمة، التى تحظى بمكانة خاصة فى وجدان المصريين الذين يكثرون  زيارتها خلال هذه الفترة، لارتباطها برحلة العائلة المقدسة فى مصر،  إذ لجأت العائلة المقدسة لمغارتها مرتين أثناء رحلتها قدوما ورجوعا.

وتتميز باحتوائها على البئر المباركة، والذى ارتويا منه المياه خلال الرحلة، ولذلك نالت مكانة دينية خاصة بين الكنائس القبطية، وقد تم بناؤها فوق أطلال قلعة رومانية قديمة، ويعتقد بعض العلماء أنها ترجع لأواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس بعد الميلاد، بينما يرى البعض الآخر أنها ترجع للقرن السابع عشر الميلادي، وسميت باسم القديسين سرجيوس وواخوس، اللذين استشهدا بجهة الرصافة بسوريا بسبب اعتناقهما للدين المسيحى فى فترة الإمبراطور الرومانى مسكيمانوس.

إقرأ أيضًا | صهريج العائلة المقدسة بكنيسة العذراء.. هنا غسلت السيدة مريم ملابس المسيح|

وكشف د.أحمد عبد الحميد النمر عضو المكتب العلمى لوزير السياحة والآثار مسئول ملف رحلة العائلة المقدسة واستشارى التراث والأحياء أن كنيسة أبى سرجة وسط الحصن الرومانى بابليون، ويدخل إليها حالياً من حارة بسطوروس الضيقة، وهى ضمن مجمع الأديان على مقربة من المتحف القبطى والمعبد اليهودى وكنيسة الست بربارة، والكنيسة المعلقة، مضيفا أن كنيسة أبى سرجة ومغارتها تنتمى إلى طراز الكنائس البازيلكية، الذى يتكون من ثلاثة أجزاء دهليز وصحن وثلاثة هياكل أسفلها مغارة، التى تتميز بعناصرها المعمارية والفنية المتفردة التى تعكس روح عمارة الكنائس القبطية فى مصر كالأنبل والمغطس والمعمودية والأحجبة المطعمة وزخارفها ذات الطابع الدينى.

وقال كريم كمال الكاتب والباحث فى الشأن القبطى: لقد جاء السيد المسيح إلى مصر مع السيدة العذراء مريم والقديس يوسف النجار وسالومى هربا من هيرودس إلى مصر لما أراد قتله وقيل إن المسافة التى سلكتها العائلة المقدسة فى المجيء إلى مصر من بيت لحم إلى الدير المحرق كانت تبلغ 1033 كيلو مترًا تقريبًا والأماكن التى باركتها  العائلة المقدسة مازالت بها الكنائس الأثرية الشهيرة بروحانيتها والأديرة العامرة.

وأشار «كمال» إلى أنه فى السنوات الأخيرة اهتمت الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتمامًا بالغًا بإحياء مسار العائلة المقدسة من حيث ترميم الكنائس والأماكن الأثرية التى مرت بها العائلة المقدسة بجانب تمهيد الطرق وتوفير كل سبل الراحة للزائرين مما أهل هذه الأماكن لأن تكون على خريطة مصر السياحية.