نبض السطور

جريدة الشعب

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

قبل ٧٠ عامًا ويوم ١٥ يونيو ١٩٥٢ صدر العدد الأول من صحيفتنا «الأخبار» اليومية على يد العملاقين الراحلين مصطفى أمين وعلى أمين لتحتل مكانها سريعًا فى صدارة الصحف المصرية والعربية.

العدد الأول صدر بترويسة تحمل اسم مدير التحرير أستاذ الأجيال محمد التابعى و ٥ رؤساء تحرير من العمالقة جلال الدين الحمامصى وعلى أمين وكامل الشناوى ومحمد زكى عبد القادر ومصطفى أمين، وكان  المانشيت.. حسين سرى باشا يهاجم تعديل الدستور وقانون الانتخاب.. نص عريضة الوفد لجلالة الملك.

مع تأسيس دار أخبار اليوم عام ١٩٤٤ وصدور العدد الأول من العدد الأسبوعى «أخبار اليوم» كان الإعلان عن مدرسة صحفية رائدة فى الوطن العربى غيرت وجه الصحافة والكتابة الصحفية من صحافة الرأى إلى صحافة الخبر والإيقاع السريع.. هكذا تحدثنا كتب تاريخ الصحافة، مدرسة مازالت فى الصدارة ومنها خرجت ألمع الأسماء لتقود العمل الصحفى فى وطننا العربى وفى المقدمة أستاذ الأساتذة محمد حسنين هيكل.

قبل ٢٨ عامًا وفى عام ١٩٩٤ دخلت «الأخبار» متدربًا وكنت لا أزال طالبًا فى كلية الإعلام قسم صحافة بجامعة القاهرة.. عندما طلب رئيس التحرير أستاذنا العظيم الراحل جلال دويدار من عميد كلية الإعلام وقتها العظيم الراحل د.فاروق أبوزيد ترشيح أنبغ طلاب الكلية للانضمام للأخبار.. وكان حظى أن أكون بينهم.. وداخل جدران الدار تعلمنا أصول المهنة والانتماء من رؤساء التحرير الكبار الذين عملت معهم: محمد بركات وياسر رزق ومحمد حسن البنا.
تعلمنا أن ضمير الصحفى قائده.. وأن صحة الخبر ودقته هى الأولى بالرعاية.. وأن التعبير عن هموم الناس وشكاواهم واجبنا.. وأن الدفاع عن قضايا الوطن دورنا المقدس.

عشنا عصر صحف الدار التى يتجاوز توزيع كل إصدار من إصداراتها المليون نسخة، ونعيش العصر الذى تواجه فيه الصحافة فى كل العالم أزمات اقتصادية طاحنة، خاصة بعد مأساة كورونا والحرب الروسية − الأوكرانية، والتى ضاعفت تكاليف الإنتاج وأثرت سلبًا على دخل الصحف فى كل العالم.. لكن «الأخبار» مازالت موجودة وفى الطليعة بفضل الجمهور والقراء الذين يبحثون عن الخبر الصادق والتحقيق والحوار والتقرير الذى ينقل ما وراء الخبر وما يهمهم.

عاشت «الأخبار» كل أحداث الوطن الكبرى منذ القرن الماضى. من ثورة يوليو العظيمة وحرب ٥٦ ونكسة ٦٧ وانتصار أكتوبر الخالد، كما عاشت أحداث ثورة ٢٥ يناير وصولاً إلى ثورة ٣٠ يونيو العظيمة.. كانت «الأخبار» حاضرة فى قلب الأحداث تنقل نبض الناس ولا تنشر إلا الحقائق وتدافع عن الوطن وقضاياه.

«الأخبار» كانت وستظل جريدة الشعب وعنوان الحقيقة والخبر الصادق.. جريدة الوطن لا تدافع إلا عن قضاياه.