محطات في حياة د.على الدين هلال صاحب الأخلاقيات الحميدة والنجاحات الفريدة

د. على الدين هلال
د. على الدين هلال

سمعت عنه عندما كان أستاذا جامعيا ناجحا.. وعرفته يوم أن ترقى ليكون عميدا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكنت يومها أدرس لأحصل على دبلوم فى الإعلام يوم أن كانت كلية الإعلام تشغل أحد الأدوار بمبنى كلية العلوم السياسية.. وتعرفت به واقتربت منه عندما تعطل االباص الوزارى فى ميت عقبة وهبط منه ليجد نفسه وزيرا للشباب والرياضة بدلا من وزارة التعليم العالى التى كان مرشحا لقيادتها، وهو فى كل تلك المواقع والمناصب من الرجالات الحصيفة والشخصيات النظيفة والعناصر الخفيفة التى يشّرف كل من تعرف عليه، ويضيف إلى كل من أنصت له.

 

 ولاشك أن د.علي الدين هلال من الأفاضل الذين لهم نجاحات فى كل المجالات، وترك العميق من البصمات ولايزال، ورغم عزوفه عن الأضواء وابتعاده عن الأنواء يعطى ويمنح ويهب للساحة الإعلامية والسياسية من معين خبراته ودراياته الذى لا ينضب.. ولا يمكن أن أنسى له المواقف الرائعة والقرارات الحازمة التى تابعتها معه حتى وإن كنت قد اختلفت معه، فلعلى أعترف أنه كان ديمقراطيا بحق، علميا بصدق، وقويا بعمق.

 

طلبت منه يوما المعونة لإنهاء أزمة شديدة مر بها أحد أصدقائى من الممتهنين للتدريب، وكان عنيفا عندما ينفعل وتم الاعتداء عليه خلال مباراة لفريقه.. ولم يتردد فى الدفاع عن الرجل من منطلق أنه أحد أبنائه فى المجال الرياضى، وتحدث فورا مع الوزير المختص، وكان هو الآخر مهيبا شهيرا.. يومها أحسست بالامتنان والافتتان برجل لديه من المشاركة الوجـدانية والمشـاعر الأبوية والمدارك التربوية مخزون قــــد لا يتـــــوافر للمئات من الأقران.. وفى مــــرة أخرى ذهبت إليه شاكيا من أحد رؤساء الاتحادات الرياضية لوقوعى فريسة لإحدى وقائع النصب المادى الذى تداوله هذا المسئول مع الكثير من المتعاملين معه بالرغم من أن هذا الرجل كان طبيبا مشهورا.. لم يتردد د.هلال عندما استمع لتفاصيل القصة فى وجود معاونه كابتن طلعت جنيدى فى الاتصال به وإعادة المبلغ المسروق فورا مهددا النصاب العالمى باستبعاده من الساحة المحلية لو أنه عاد لأفعاله غير الشريفة مرة أخرى..

 

ورغم أن الرجل لم يكن له خلفية رياضية تسمح له بإجراء التطوير الذى ينشده فى تلك الساحة الغريبة عليــه، غـــير أنه كــــان لــديـه من الذكاء والفطنة ما يجعله قادرا على الاستعانة بالمخلصين وغير المدعين من الخبراء والعلماء.. ولاشك أن فترة توليه الوزارة شهدت تطويرا وتحديثا فى العديد من المجالات، وشهدت مواجهة صادقة للتحديات.. ويكفيه أنه لم يستغل موقعه أو يستفيد من مركزه الوزارى، فقد كان شديد العفة ومنتهى الأمانة ووافر الوطنية.. لم يكن يعرف الشللية وكان دائما ما يضع المصلحة الوطنية فى قمة أولوياته.. ولذلك خرج من مهمة الوزارة دون أن تشهد حساباته أو أرصدته أى تغيير أو تكبير، وليت كل من لحقوه اتسموا بنهجه وساروا على دربه.