من المعروف جدًا أن المخرج الأمريكي جورج لوكس هو المؤلف ومنتج ومخرج عالم Star Wars””، والذي خرج للنور في عام 1977، حيث استعان برفيق دربه المخرج العبقري ستيفن سبيلبيرج، والذي قدم للشاشة النجوم هاريسون فورد ومارك هامل وكاري فيشر في أدوارهم الأيقونية.
وقدم أوبرا الفضاء الملحمية والإمبراطوريات الجبارة وفرق المقاومة المثابرة، كلها في ملحمة ملهمة للعديد من كتاب وصناع أفلام الخيال العلمي، بحالٍ جعلها فيما بعد عالم كامل متسع، وذلك من خلال أرشفة ذلك العالم من خلال الأفلام والقصص المصورة والكارتون والألعاب الإلكترونية، بل والروايات أيضًا.
الأمر الذي جعل شركة “ديزني” تلتفت للأمر، وتقوم بشراء حقوق الإنتاج من لوكس للعمل على إنتاج خطوط درامية متوازية داخل هذا العالم المتسع الخلاب، فصارت لكل شخصية محكية وتاريخ وأصول وحياة، فالأمريكيين يعشقون صنع التاريخ بسبب صغر وقصر تاريخهم الذي لا يتعدى الخمسمائة عام على الأكثر، فصاروا يعتدون بتأليف التاريخ، ربما من خلال أعمالهم، وبالأخص في سلسلة Star Wars””، فالأمريكي يعشق أن يكون له جذور يرجع لها، في أرضٍ جمعت الخارجين عن القانون والقتلة عبر تاريخ حافل بالقتل والإنتهاكات الإنسانية، فالأصولية مطلوبة والهوية ضرورية للبقاء.
فاليوم نجد “ديزني” تعمل على إنتاج مسلسلها “Obi Wan Kenobi”، الذي يعد رابط بين سلسلة 1977 وسلسلة 2000، فـ”فرسان الجيداي” قد صاروا منبوذين، والحرب أنتهت، و”المعلم أوبي وان كينوبي” يعتني بإبن غريمه “لوك” على الكوكب “تاتوين”، والغريم قد صار في الشخصية الأكثر شرًا في كافة أفلام الخيال العلمي.. دارث فيدر.
كلها في محكيات تدور رحاها بين صراع الخير والشر عبر الفضاء، والقتال المستميت من أجل تلوين العالم، إما بالنور أو بالظلام، وماكينات الإنتاج لا تتوقف، فالفكرة تبدو رائعة، وكإنها إحدى أسفار الكتاب المقدس في الأرشفة والتاريخ الجذاب، وكل هذا يدر بعوائد جمة يستهلكها الناس في كافة أنحاء العالم، فالعوالم المبهرة والخدع السينمائية بتقنيات الـ”CGI” الحديثة قد صارت مطلوبة، فصار إستثمار الأفكار مطلوب في “ديزني”.
وبالعودة للأرشفة نجدنا قد أعتدنا على الأمر سابقًا، في أعمال كبار كتابنا مثل نجيب محفوظ في الثلاثية، وأسامة أنور عكاشة في “ليالي الحلمية”، وكان الناس في السابق يتابعونها بكل الشغف، ربما لإنهما قدما ما يليق بذائقة الجمهور الحالي، والسؤال الهام لصناع الدراما العربية اليوم.. “هل يمكن صناعة عوالم مأرشفة تليق بذائقة الجماهير، ويمكن استثمارها في عمليات إنتاجية بناءة للمجتمع ومستمرة؟”..
الإجابة ليست هنا.. بل هي في أيدي صناع السينما والدراما في مصر والوطن العربي.