رٌكن الحواديت

سر المرأة العجوز!

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

رفض السائق ركوب عجوز عمياء معنا فى الباص! ولم يشفع عنده استجداء الركاب، واستعطاف شاب كانت تتكئ على ذراعه العفي، ورد على توسله بصوت عالٍ: لو زعلان عليها ركبها فى عربيتك! 

انطلقت السيارة وهى مكتظة بعبارات الغضب على السائق -الذى ظل صامتًا- ولم يعبأ باستفهامات جميع الركاب، حتى أن بعضا منا حاول الاشتباك معه على تصرفه الذى لم يذكر له مبررًا واحدًا.

كسر صوت خبط ورزع إحدى أغانى المهرجانات؛ لحظات الصمت والشرود، فاعترضنا؛ وحين رأى الغضب مبيتا من الجميع؛ أوقف الكاسيت تماما، فى لحظة تؤكد أنه إذا اتحد الجميع على رفض القبح فحتما سيموت.  

بعدها.. أدار مؤشر الراديو على إذاعة القرآن الكريم، ومن الصدف أن شيخًا كان يتحدث عن فضل فعل الخير، فقال له رجل مسن كان يجلس خلفه وهو يربت على كتفه: ياريتك تتعظ!

 فابتسم السائق بسخرية وقال: هذه المرأة ركبت معى مرة قبل ذلك، فتعاطفت معها، ولم آخذ منها أجرة، وبعد أن وصلنا لآخر الخط رفضت النزول من السيارة! 

وقالت: أريد الذهاب لابنتى فى السويس، لا.. لا ودينى أستنى حسين ابنى إللى هايرجع من حرب 73، فسكت الجميع ودمعت عين الرجل المسن بغزارة ووصلنا لمحطة النهاية.