رحلة عبدالحليم حافظ للمغرب.. تفتيش في جنيف واكتشاف «سميرة»

لقاء عبدالحليم حافظ مع سميرة سعيد
لقاء عبدالحليم حافظ مع سميرة سعيد

وقف عبدالحليم حافظ على أرض مطار جنيف ورفع يديه إلى أعلى واستسلم لأيدي الكشافين والمراقبين وهم يبحثون في جيوبه وداخل سترته عن أية أسلحة.

 

لم يحدث هذا لـ«عبدالحليم حافظ» وحده.. حدث أيضا مع بليغ حمدي ومنير مراد ومحمد رشدي وكل البعثة الفنية وهي في طريقها إلى المغرب لإحياء الاحتفالات بعيد العرش العاشر للملك الحسن وولي عهده.

 

كان أول شيء فعله المراقبون والكشاف في مطار جنيف هو الاستيلاء على آلات التصوير وفتحها والتأكد أنها خالية من أيه أسلحة أو متفجرات وكل شيء قد فتش تفتيشا دقيقا وفصحت كل الحقائب وكل العلب الصغيرة وأدوات الحلاقة والنظارات والراديوهات  الترانزوستر.

 

واستمرت عملية البحث والتنقيب والتفتيش ثلاث ساعات كاملة وأخيرا قالوا لهم: «تفصلوا»، وما أن وصلت البعثة إلى الرباط حتى كانت كل المرارة التي ذاقوها في جنيف قد ذابت وتلاشت وانتهت تماما.

 

لقد كان استقبال الجماهير المغربية لـ«عبدالحليم حافظ» ومرافقيه وترحيبهم بهم والإحساس الفني الذي يسود المدينة كأنها ذكرى ألف ليلة وليلة، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1971.

 

انطلقت الجماهير العربية في المغرب تردد وراء المطربين العرب فقرات الأغاني وتنشد مع عبدالحليم حافظ «زي الهوى» و«يا ليالي العيد»، وأغنيات خاصة أعدها العندليب ليشترك بها في احتفالات الشعب المغربي، حيث أشرف الملك الحسن بنفسه على الاحتفالات بكل فقراتها.

 

وقد أعجب الملك الحسن بصوت فتاة مغربية صبية اسمها «سميرة» تقلد أم كلثوم وتردد أغانيها وقد اتفق مع عبدالحليم حافظ على أن تسافر سميرة سعيد إلى القاهرة لدراسة الموسيقى تحت إشراف عبدالحليم ليصنع منها مطربة عربية عظيمة.

 

وفي اليوم التالي للحفل الكبير الذي غنى فيه عبدالحليم حافظ نظر إلى المرآة وأحس أن شيئا ما يخافه في طريقه إليه وبسرعة توالت ضربات الألم وبدأ النزيف وتم الاتصال على الفور بالمستشفى وطلب إعداد زجاجات نقل الدم.

 

وفي المساء كان النبأ قد وصل إلى الملك الحسن وصدر أمر ملكي بنقل عبدالحليم بطائرة خاصة إلى مستشفى ابن سينا، وتركت البعثة الفنية مطربها الأول يرقد في الحجرة رقم 22 وعادت وحدها وشمل الجميع وجوم كبير.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي