بعد محاكمة جوني وهيرد.. فريق المحاميات والشاهدات أنقذن نجم هوليود من خطط طليقته

جوني ديب ومحاميته كاميلا
جوني ديب ومحاميته كاميلا

كتبت: دينا جلال

”نساء يُدمرن ونساء يُنقذن” هكذا تتلخص محاكمة جوني ديب التي استمرت ستة اسابيع كاملة بولاية فرجينيا الأمريكية، بدأت بقرار النجم الأمريكي اقامة الدعوى القضائية ضد طليقته بتهمة التشهير به في مقال رأي نشرته فى  صحيفة “واشنطن بوست” ثم تحولت إلى أشهر قضية في العالم، تابع العالم البث المباشر لجلسات المحاكمة وكأنها مباريات مصيرية رصدت استماع هيئة المحكمة إلى تفاصيل العلاقة المضطربة بين النجمين الشهيرين..

 

بدأت احداث القضية بادعاءات آمبر هيرد، 36 عاما، حين وصمت جوني ديب ،58 سنة، بتهمة العنف الاسري والإيذاء النفسي والبدني لها ليواجه كراهية وغضب العالم وقادت الحركات النسائية “الفيمينيست” حملات قاسية ضده ليتوقف العالم من حوله وتنتهي تعاقداته واعماله الفنية، فوجئ العالم بكسر جوني ديب صمته وأقام دعوى تشهير جديدة ضد هيرد مطالبًا بتعويض قدره 50 مليون دولار بسبب تأثير القضية على سمعته والتسبب فى وقف أنشطته الفنية وإشعال موجة هجوم عالمية ضده باعتباره نموذج للعنف الزوجي وهى نفس القضية التي اقامها في بريطانيا وخسرها لتستمر معاناته، وفي المقابل طالبت هيرد في نفس القضية بتعويض يصل إلى مائة مليون دولار بسبب إساءته لها حين وصف محاموه شكواها بالاتهامات الكيدية.

 

إقرأ أيضاً | سعودي يعرض الزواج على آمبر هيرد عبر «انستجرام»

 

المحامية المنقذة


بدأت المحاكمات في الولايات المتحدة الامريكية لتنتقل هيرد سريعًا من موقع الضحية إلى المتهم وأرجع الجميع السبب لمحامية ديب المتميزة كاميلا فاسكيز، 38 سنة، التي قادت  المعركة القضائية لتوصف بالطرف المناسب لاستعادة حقوق ديب وإنقاذ سمعته، اعتلت كاميلا تريندات منصات التواصل الاجتماعي وعناوين الاخبار حيث اتسمت بالحدة والدقة فى كافة الجلسات وتميزت خلال المحاكمات بإجادة مهارات التواصل وسرعة البديهة ضمن أسلوبها المحترف في التحدث أمام القاضي وهيئة المحلفين  بالإضافة إلى المناورات عبر حوارها مع  آمبر هيرد حين واجهتها بصور وتسجيلات صوتية لتكشف تفاصيل اعتداءاتها على جوني ديب  فى عام 2016..

 

تساءل العالم عن تلك المحامية الشابة التي وُصفت بالأمل لاستعادة ديب سمعته إلى جانب اربع نساء أخريات فى فريقها القانوني، وكشفت الصحف عن لجوء ديب إلى شركة قانونية دولية «براون رودنيك» متخصصة فى مجال دعاوى التشهير والمنازعات المالية، وتحمل كاميلا فاسكيز شهادة جامعية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وكذلك دكتوراه في القانون معتمدة من نقابة المحامين الأمريكية،  ومثلت كاميلا عن المدعي ديب إلى جانب المحامي بن تشيو لتخطف الأضواء خلال جلسات المحكمة.

 

إنصاف النساء


أدارت كاميلا المحاكمات بذكاء لصالح جوني ديب حيث دعمت رفضه مزاعم سوء المعاملة مؤكدة انه لم يضرب زوجته السابقة ولا أى امرأة في حياته، واشارت إلى معاناته من هيرد التي ساءت إليه وقللت من قدره، ودعم فريقه القانوني كلماته بعرض تسجيلات صوتية اعترفت فيها هيرد بضربه والسخرية منه ليكف عن الشكوى بعد وصفه بأنه طفل وكشف فريق ديب ملاحظات مكتوبة بخط اليد اعتذرت فيها عن حالة الجنون التي تصيبه واعتذرت عن ايذائه، وكشف ديب إصابته بقطع لإصبعه بسبب عنف هيرد وقام بكتابة رسائل إلى هيرد على الحائط بدمائه اشار فيها إلى معرفته بالانهيار العصبي بعد معاشرته لهيرد.

 

نعود إلى الدور النسائي لمحاكمة جوني ديب حيث لم يتوقف على المدعي عليها آمبر هيرد أو المحامية كاميلا فاسكيز، وإنما لعبت الشاهدات دورًا شديدًا الأهمية فى المحاكمة حيث شاركت اخصائية علم النفس لوريل أندرسون، وهي مستشارة الزواج السابقة لهيرد وديب، أندرسون التي استدعيت للشهادة بطلب من الفريق القانوني لديب وأشارت إلى تقلب العلاقة بين الطرفين إلا أنها اتهمت هيرد بالمحرضة والبادئة بالخلافات طوال الوقت، ووصفت ديب بأنه متزن في علاقاته السابقة ولكن بعد زواجه كان يتعرض للاستفزاز حيث بدأت هيرد فى إثارة غضبه واستفزازه لتمنعه من مغادرة حجرة الاستشارة الأسرية أثناء جلساتهما.

 

إقرأ أيضاً | لماذا حصلت أمبر هيرد على تعويض ٢ مليون دولار رغم إدانتها؟

 

ادعاءات مزيفة


شاهدة أخرى، الطبيبة النفسية شانون كاري التي تم استدعاؤها للشهادة بناء على طلب فريق ديب، وأشارت لهيئة المحلفين بأن هيرد تعاني من اضطراب الشخصية الحدية والهستيرية المزدوج، واعراضهما تتمثل فى نوبات غضب والتعامل القاسي تجاه الاشخاص الضعفاء وكذلك عدم الاستقرار وجذب اهتمام الآخرين طوال الوقت، وتوصلت شانون إلى هذا التشخيص بعد قضاء 12 ساعة مع هيرد في ديسمبر العام الماضي لمراجعة سجلاتها الطبية وإجراء اختبارات الصحة العقلية.

 

أما عارضة الأزياء البريطانية كيت موس فهى واحدة من اهم الشهود ممن تم الاستعانة بهم فى الجلسات الاخيرة حيث كانت على علاقة مع ديب خلال عامي 1994 و1998، أدلت كيت موس بشهادتها بناءً على طلب فريق ديب في الاسبوع الاخير للمحاكمة بعد ذكر اسمها في المحكمة حين اشارت هيرد إلى أن ديب دفعها على السلم اثناء شجار بينهما فى التسعينيات وأشارت إلى أن نفس الامر تكرر في عام 2015 حيث اضطرت للاعتداء عليه لأنه تهجم على اختها اثناء وقوفها على السلم وتذكرت ما حدث مع كيت موس، ونجح فريق كاميلا فى الحصول على شهادة كيت موس عبر مكالمة فيديو لتنفي تمامًا واقعة دفعها على السلم وكشفت انها انزلقت على السلم بسبب عاصفة ممطرة وتعرضت لإصابة وانقذها جوني ديب وقدم لها رعاية طبية.

نهاية المحاكمة


انتهت المحاكمة ولم تنته أصداؤها وتبعاتها بعد أن قررت هيئة المحلفين تعويض جوني ديب بـ 15 مليون دولار بسبب ادعاءات اساءة المعاملة والعنف الزوجي، واقرت هيئة المحلفين منح هيرد ايضًا تعويض بقيمة مليوني دولار بسبب تعرضها للتشهير من قبل محامي ديب الذي اتهمها بتدبير خدعة قامت فيها بخداع الشرطة عند تفتيش شقتها ببعثرة محتوياتها.

 

علقت المحامية فاسكيز أن الحكم يؤكد أن الادعاءات ضد جوني ديب مجرد تشهير ولا يصحبها أي دليل واعربت عن امتنانها لهيئة المحلفين والقاضي وموظفي المحكمة ممن كرسوا قدرًا كبيرًا للغاية من الوقت والموارد لهذه القضية، اما هيرد فوصفت الحكم بخيبة الامل وتجاهل للأدلة بسبب نفوذ وتأثير زوجها السابق  وظهرت تلك الادعاءات بمحاولات هيرد الدائمة بالضغط على المحكمة لتشير الى تلقيها مئات التهديدات بالقتل بشكل دائم ويومي منذ بدء المحاكمة التي وصفتها بالمحاكمة المهينة لها بسبب تعرضها للسخرية او التهديد بالإضافة إلى إضاعة حقوق النساء المعنفات في حال خسارتها للقضية.

 

طرحت الصحف العالمية تساؤلات حول خطط هيرد لدفع التعويض إلى جوني ديب، وهو أمر يمثل مأزقًا ماديًا لها لذلك تخطط لاستئناف الحكم الصادر بحقها لتخفيض المبلغ، أما إذا فشلت في سداد التعويض ستقوم المحكمة بتحصيل المبلغ بالقسط أو من الأجور التي ستتقاضاها عن أعمالها الفنية القادمة، واشار الخبراء إلى أن لديها خيارًا بإعلان إفلاسها وهو ما يعفيها عن سداد الملايين ولكن ستظل مرتبطة بدفع التعويضات العقابية التي تصل إلى 350 ألف دولار.

 

أمريكا وبريطانيا


طرحت جريدة ديلي ميل تساؤلا آخر حول اسباب فوز جوني ديب دعوته القضائية ضد هيرد فى امريكا وخسارته لنفس الدعوى فى بريطانيا؛ حيث اقام ديب دعوى تشهير في بريطانيا ضد صحيفة الصن في عام 2020 وانتهت بخسارته، وبالتالي توقع الخبراء القانونيين أن تنتهي محاكمة ديب في الولايات المتحدة الامريكية بنفس النتيجة بسبب القوانين الامريكية التي تمنح حصانة كبيرة لحرية التعبير وخاصة أن الخبراء القانونيين اكدوا أنه من النادر جدا أن تُنظر نفس القضية في بلدين مختلفتين وتنتهي بنتيجة مختلفة، ولكن اختلفت المحاكمة الامريكية تمامًا حيث كانت امام هيئة محلفين منحوا ديب وهيرد المزيد من الوقت لاستعراض الادلة، أما محاكمة بريطانيا تم رفعها أمام قاضي واحد فقط، أما الاختلاف الثاني فهو طبيعة المحاكم الامريكية فكان يتم بثها بشكل مباشر حتى أن العالم بأكمله كان يتابع تفاصيلها بمليارات الهاشتجات والمشاهدات لتتشابه مع المباريات العالمية المهمة حيث يتابعها المشاهدون بشكل مباشر، ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا فى القضية لدعم ديب حتى أن اعضاء هيئة المحلفين تلقوا تعليمات بعدم متابعة التعليقات على القضية دون أن يتم عزلهم أو منعهم من استخدام هواتفهم، ومازال العالم يتابع تبعات القضية الشهيرة ومسار النجمين في الايام القادمة.