كلام  X السياحة 

محمد البهنساوي يكتب: التجلي الأعظم .. البداية الحقيقية والهدايا المنتظرة للإنسانية

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي

«إن هذا البلد الذي اصطفاه الله ليتجلى بنوره على بقعة من أرضه . أبداً لن يضام».. هذه الجملة التي يرددها الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما يريد طمأنة المصريين رغم التحديات، ليست جملة عابرة لكنها تعكس إيمان الرئيس الراسخ بأهمية أن تحتضن مصر النقطة الوحيدة على وجه الأرض التي تجلي عليها المولى سبحانه، ورغم الأهمية التاريخية والدينية والإنسانية لم يحظ هذا المكان أو تلك البقعة المقدسة الفارقة في تاريخ البشرية باهتمام أي حاكم قبل الرئيس السيسي، وجاء مشروع التجلي الأعظم الذي يتابع الرئيس كافة تفاصيله ليتوج الإهتمام بتلك البقعة المقدسة، وإذا أحسنت الجهات المسئولة استغلال المشروع لأحدث نقلة كبرى لمصر كلها دينيا بيئيا واقتصاديا وسياسيا بالطبع، وتحول كبير بنقطة التجلي والمناطق المحيطة بها.

 
وبنظرة إلى سانت كاترين نجدها مجمع حقيقي ومقدس للأديان السماوية الثلاث، لينتابنا حزن يرقي لدرجة الخزي من فشل عقود وقرون في استغلال تلك المنطقة التي لا مثيل لها في العالم، بالطبع يكفيها جبل التجلي لكنها تزخر أيضا بكنوز أثرية روحانية ودينية لأتباع الرسالات الثلاث وتجذب حتي الملايين ممن لا دين لهم، ولليهود هناك أقدس الأماكن لهم وهو طور سيناء وشجرة العليقة التي جذبت نيرانها نبي الله موسى ليكلم عندها ربه، وهي شجرة لا مثيل لها بالعالم وفشلت كل محاولات استزراعها خارج الدير لتصبح شجرة مقدسة، أما مسيحيي العالم فهنا دير سانت كاترين أهم مزاراتهم الدينية لأحد أشهر شهداء المسيحية القديسة المصرية سانت كاترين ابنة الأسكندرية، وما يحتويه الدير من أيقونات دينية خالدة، وبداخله يوجد مسجد صغير أقامه الحاكم بأمر الله بالدولة الفاطمية ليحمي الدير من هجمات أعدائه، بخلاف ما تحويه من إمكانيات للسياحة الإستشفائية حيث الشجرة التي تخرج من طور سيناء كما وصفها القران الكريم « وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِينَ»، وهناك سياحة المغامرات في جبالها المقدسة خاصة جبل موسي والجبل المدكوك او جبل التجلي وهو مربط الفرس، والمناظر الطبيعية الخلابة، بالله عليكم منطقة بهذا الزخم الديني والدنيوي هل مقبول أن تكون المحصلة صفر تقريبا علي مختلف الأصعدة !! .


الأمل إذن بمشروع التجلي الأعظم ليضع المنطقة على الطريق الصحيح ونحتاج فكر وجهد وإخلاص نوايا حتي تؤتي تلك الجهود أكلها، واستكمال الطريق يحتاج فكر وجهد وإخلاص نوايا من الجميع , وإذا كنا قد تناولنا الإسبوع الماضي مسار العائلة المقدسة وكيفية إطلاقه بشكل صحيح في مقالنا تحت عنوان " مسار العائلة المقدسة الكنز لا زال مدفونا " فإننا اليوم أمام كنوز عديدة لازالت مدفونة أيضا، وأري بداية ضرورة ربط الجهد في المشروعين بشكل يفيد كل منهما للآخر، والمشروعان يخرجان من معين ديني واحد وينالان اهتماما كبيرا من القيادة السياسية ومجلس الوزراء، بما يؤكد أن النجاح ات لا ريب فيه بجدية الدولة في كشف تلك الكنوز التي لا مثيل لها في العالم ، وأرى أن ما كتبناه الأسبوع الماضي عن المطلوب لنجني ثمار العائلة المقدسة، مطلوب أيضا لمشروع التجلي مع بعض التعديلات التي تلائم جلال وقدسية منطقة التجلي والتنوع الذي تزخر به.

  

ملاحظات مهمة 

 إن عملية التطوير يجب أن تشمل فكرا فندقيا وترفيهيا وخدميا يلائم أهداف المشروع والبيئة المحيطة، وسهولة الوصول بطرق ممهدة ومطار مجهز تواكبها خطة تسويقية مدروسة لا تغفل التعريف بالمنطقة وتاريخها وإمكانياتها، ويجب التواصل مع رموز الطوائف المسيحية واليهودية حول العالم لشرح المشروع لاستثمار المنطقة وتقديمها هدية للإنسانية كما وصف الرئيس السيسي هدف مشروع التجلي  , ويجب أن نتأكد من وجود مسوقين لهذا المنتج السياحي الجديد، فنجاح تنمية أي منطقة سياحية مرهون بخطة تسويقية قوية ومسوقين متمكنين من الترويج خاصة هذا المنتج القوي.

  
وتبقى نقاط وملاحظات مهمة يجب مراعاتها في الطريق الطويل للمشروع منها :-


** بداية لابد أن نعترف أن مشروع التجلي الأعظم هو أول تحرك حقيقي لتنمية واستغلال المنطقة وما سبقه من محاولات أو مؤتمرات وغيرها كانت من قبيل الشو وتأدية الواجب نظريا، و فشلت الجهود التي تحدثت زورا وبهتانا من سنين وعقود عن تطوير السياحة العلاجية والدينية بالمنطقة وقادتنا للنتيجة صفر ولا يجب أن نبني مطلقا على توصياتها فلم تكن واقعية أو مدروسة.

 
** حيرتني بعض التصريحات بأن وزارة الإسكان ستقوم بالدعاية والترويج للتجلي الأعظم، ونتساءل أين وزارة السياحة ؟! وإذا كانت الأخيرة لديها خطة ترويجية ودعائية لمسار العائلة المقدسة الملامس والمتكامل مع التجلي الأعظم فلماذا الازدواجية وهل يغيب التنسيق والتكامل بين الجهات المعنية بالمشروع ؟ مجرد تساؤل !!


** لابد من لجنة على أعلى مستوى من الوزارات المعنية والأجهزة الأمنية والتخطيط العمراني وخبراء السياحة والاستشفاء والإعلام لضمان التنسيق والانطلاقة القوية للمشروع المنتظر .


** إذا كان المشروع حلم ملايين المصريين ومحط أنظار مئات الملايين حول العالم فلابد من دمج أبناء المنطقة دمجا كاملا فيه كما أنه يستوعب خلق مجتمعات عمرانية جديدة حوله.


** لابد من ربط المنطقة بعد تطويرها بالمنطقة الترفيهية بشرم الشيخ ودهب وطابا ونويبع  وفتح المجال لإنشاء مؤسسات فنية وثقافية ودينية بالمنطقة لخلق منتجات سياحية متكاملة قوية لا مثيل له في العالم .


ختاما فالمشروع عظيم ويحتاج جهد وإخلاص وفكر بحجم عظمته لنهتف " تحيا مصر وعاشت جمهوريتها الجديدة "